مشروع مستشفى الصباح الجديد.. متأخر 3 سنوات

• كان يفترض تسليمه في 2018 إلا أنه لم يُنجز حتى الآن
• من يضمن حقوق الشركات المحلية في حال عدم صرف #المقاول الرئيسي لمستحقاتها المالية؟

في الوقت الذي يخوض فيه القطاع الصحي حرباً استدعت تجنيد كل الطاقات والإمكانات الطبية للقضاء على فيروس كورونا في البلاد ومنع تفشيه، ومع اضطرار وزارة الصحة إلى إقامة مستشفيات ميدانية لمواجهة الجائحة، بات السؤال الأكثر حيوية في هذا السياق هو: ماذا عن مشاريع المستشفيات الجديدة التي كان ينتظر تنفيذها في مواعيدها وتسليمها لتكون تحت تصرف «الصحة» في مواجهة هذه الجائحة؟

ألقت الجائحة بظلالها القاتمة على بعض المشاريع الصحية التنموية، التي تعرقل إنجازها وتسليمها في التوقيت المتفق عليه بين وزارة الصحة والشركات المنفذة للمشاريع، ما أدى إلى تأخر تسليمها وتدشينها بالمواعيد المحددة عند توقيع العقود، وحصول مشاكل أخرى بين الطرفين نتيجة عدم التزام أي شركة بما هو مطلوب منها قبل التسلم الأولي، ويطرح تأخر بعض المشاريع التي كان يفترض إنجازها قبل ظهور الجائحة العديد من الأسئلة حول أسباب هذا التأخير غير المبرر.

ومن أبرز وأهم هذه المشاريع التي لا تزال تعاني من تأخر نسب الإنجاز فيها وعدم تسليمها بالمواعيد المتفق عليها، مشروع مستشفى الصباح الجديد، الذي جرى توقيع العقد الخاص به منذ نهاية أبريل 2014 بتكلفة 179 مليون دينار تقريباً، ويشمل تصميم وتجهيز وصيانة المستشفى، الذي يقع في منطقة الصباح الصحية، مقابل الواجهة البحرية على مساحة 88 ألف متر مربع، وعبارة عن سرداب ودور أرضي و11 طابقاً.

تأخير 3 سنوات

وبحسب ما نقلت مصادر صحية لـ القبس، فإن نسب الإنجاز في المشروع ــــــ الذي كان من المقرر إنجازه في 2018 ـــــ تجمدت منذ فترة طويلة عند %85، حيث يضم المبنى 22 إدارة تخصصية لجميع الأقسام الطبية والفنية والإدارية المختلفة، منها أقسام الباطنية والجراحة والطب المساند، والمختبرات والعلاج الطبيعي والطب النووي والأشعة، وغرف عمليات وعناية مركزة، وغيرها من الخدمات الأخرى. وعن أسباب تأخر إنجاز المشروع في المواعيد المحددة بين الطرفين، أشارت المصادر إلى وجود مشاكل مالية يعاني منها المقاول الرئيسي، وهو الشركة الأجنبية المنفذة للمشروع، رغم تسلمها لدفعاتها المالية الكاملة من مستحقاتها لدى وزارة الصحة نظير تنفيذ وإنجاز المشروع الذي لم يستكمل حتى تاريخه، لافتة إلى أن ذلك انعكس على سير العمل بالصورة المطلوبة داخل المشروع وفق الاتفاق بالعقد.

ولفتت المصادر إلى وجود نحو 15 مقاولاً محليا يعملون من الباطن في المشروع، إلا أنهم لا يزالون يعانون من تأخر صرف المبالغ المستحقة لهم من المقاول المنفذ نظير أعمالهم، مشيرة إلى ضرورة إيجاد تسوية مالية تضمن حصول هؤلاء المقاولين على حقوقهم، أو حتى خصمها من الكفالات المالية للشركة المنفذة لدى الوزارة، لأن المشروع شبه متوقف بسبب تعثر المقاول الرئيسي وعدم سداد مستحقات مقاولي الباطن.

مشروع حيوي متكامل

‎ووفق المصادر، فإن مستشفى الصباح الجديد يعتبر مشروعاً متكاملاً، حيث تبلغ مساحة البناء نحو 283 ألف متر مربع، ويتكون من 3 مبان، وكل مبنى له طبيعة تختلف عن الآخر، مبيّنة أن حصول مقاولي الباطن على مستحقاتهم سيضمن معاودة تسريع وتيرة العمل وارتفاع نسب الإنجاز بالمشروع، منوهة الى أنه تم صرف الدفعات للمقاول الرئيسي من دون الحصول على مخالصات مالية من مقاولي الباطن، مما ادى إلى هضم حقوقهم، وهو الأمر الذي أدى إلى عرقلة سير العمل.

‎وبيّنت المصادر أن المستشفى الجديد من المقرر أن يتضمن 617 سريراً، موزعة بين أقسام الجراحة والباطنية والعناية المركزة، حيث سيتم تخصيص 117 سريراً للطوارئ، لافتة إلى أن العراقيل المالية بالمشروع بدأت منذ وقت طويل، وهو الأمر الذي ينتظر حسم وزارة الصحة لإعادة الأمور إلى نصابها وحل أي مشاكل عالقة فيه، بعد أن كان مقرراً أن يتم إنجاز المشروع بعد 4 أعوام من توقيع العقد!

وختمت المصادر بتساؤلها عمن يضمن حقوق الشركات المحلية في حال قيام المقاول الرئيسي بتسلم كل المستحقات المالية دون صرف مستحقات مقاولي الباطن؟

أرقام تخص المشروع
179 مليون دينار تكلفة التنفيذ
283 ألف متر مربع مساحة البناء
617 سريراً يضمها المستشفى
117 سريراً ستخصص للطوارئ
22 إدارة تخصصية يحتويها المبنى
88 ألف متر مربع مساحة بالواجهة البحرية

القبس