نكات الانتفاضة اللبنانية: كلن يعني كلن.. ومرتي وحدة منن

التظاهرات السلمية في لبنان لم تخلُ من الطرافة وحس الدعابة لدى الشعب المنتفض على واقعه المعيشي والسياسي والأمني، فكانت اللافتات والهتافات في الساحات ممتلئة بالنكات والسخرية، إلى جانب الشتائم التي لم توفر زعيماً تحت شعار «كلن يعني كلن». ولم تكن الساحات مسرحاً للتعبيرعن غضب الشارع وسخطه على الحكومة فقط، بل كانت أيضاً مكاناً لاجتماع العشاق، ففي أكثر من نقطة رصدت عدسات الكاميرا عرساناً يحتفلون بزفافهم، كما أظهر مقطع فيديو شاباً يتقدم لخطوبة حبيبته.

ولعل اللقطة الأكثر طرافة هي مقطع الفيديو الذي انتشر لمتظاهرين يداعبون طفلاً داخل سيارة والده، مغنّين أغنية الأطفال الأكثر شهرة في العالم «بيبي شارْك». أما الجوكر وعصابة البروفيسور، فتحولوا من شاشات السينما إلى ساحات التظاهر، إذ تنكَّر أكثر من متظاهر بمظهر الجوكر، واختار البعض التنكر بأقنعة عصابة البروفيسور الشهيرة من مسلسل La Casa de Papel.

ومن المشاهد الطريفة محاربة شاب الجو الحار على طريقته، إذ وضع وسط الشارع حمّام سباحة متنقلاً، وشارك المتظاهرين وهو مستلق داخل الحوض، رافعاً علم بلاده. وقرر بعض المتظاهرين نقل «الشيشة» (الأركيلة) معهم إلى الميدان، في حين لعبت مجموعة من الشباب لعبة طاولة الزهر ولعبة البيبي فوت في شارع مقطوع بعجلات السيارات المحروقة، منتقدين الدولة بسبب ما وصفوه بالأرض غير المستوية بسبب إهمال الزفت على الطرقات.

اللافتات التي كانت الأشد تميزاً وأقواها تلك التي كُتب عليها «كلن يعني كلن، ومرتي وحدة منن»، حيث إن حاملها خاطر مرتين: الأولى بوقوفه في وجه السلطة، والثانية بوقوفه في وجه زوجته. وامتلأت مواقع التواصل بصور ونكات تعكس إبداع اللبنانيين، فبعد إعلان خطة الحكومة الاقتصادية نشرت صورة لفيل طائر كتب عليها «يحصل الآن في لبنان»، ومعناها أن الحكومة قالت كذبة لا تصدق مثل طيران الفيل. وانتشرت صورة لغرانديزر يصفع شخصاً قائلا له «اخرس.. هو منيح بس ما عم يخلوه يشتغل» في إشارة إلى رئيس الجمهورية.

وتعليقاً على تعاطي تيار رئيس الجمهورية مع التظاهرات، انتشرت صورة لامرأة تحمل ورقة كتب عليها «قلبي معكم لكن زوجي عوني»، وأخرى تناولت تغطية قناة «أو تي في» للحراك تقول «مقدمة نشرة الأخبار على Otv: بمناسبة مرور 3 سنوات على عهد الرئيس عون احتفالات تعم المناطق اللبنانية وحشود لا مثيل لها». وأخرى تناولت برنامج الطبخ الذي بثته القناة في أول يوم للحراك ولم تنقل الحدث، وتقول «تيتا لطيفة على otv رح تعلم الشيخ سعد كيف ينقع ورقة الإصلاحات ويشرب ماءها». ومن مشهدية الحرائق التي سبقت الثورة كتب أحدهم «عاجل الحكومة تصلح طائرات الإطفاء وستقوم برش المتظاهرين بعد قليل».

أما الممثل الكوميدي زياد عيتاني، الذي سجن زوراً بعد تركيب ملف له بالتعامل مع إسرائيل، فقد كتب عبر صفحته في تويتر: «التظاهرات وقطع الطرق تسببا في تعطيل هيئة السكة الحديد وتوقيف كل القطارات العاملة في البلد وبإلغاء تجربة المكوك الفضائي أرزة 3 وبخفض إنتاج الصناعات الإلكترونية اللبنانية وتصديرها لليابان».