أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - الكوارث الطبيعية والدروس الربانية بقلم: طلال سعود المخيزيم

الكوارث الطبيعية والدروس الربانية بقلم: طلال سعود المخيزيم

الكوارث الطبيعية والدروس الربانية بقلم: طلال سعود المخيزيم

طلال سعود المخيزيم
[email protected]
@t_almukhaizeem

كثيرة هي رسائل الطبيعة التي يرسلها الله في تدبيره وحكمته، للأرض ومن عليها من زلازل وفيضانات وبراكين ونحوها، من الآيات الكثيرة والعلامات التي يذكر بها الانسان بقدرته العظيمة وحكمه البليغة، في مشواره في هذه الحياة الدنيا التي لا تخلو من الملذات والأطماع الكثيرة، والتي تنسيه ما خُلق له والرسالة التي يجب ان يعمل فيها وهي عبادة الله وإعمار هذه الأرض وتنميتها على الوجه الصحيح الذي يرضي الله بشتى أنواع المسارات التي يجب أن تُسخر له بالتوكل عليه ونيل مرضاته على الدوام.


كما رأينا الشعب المغربي وكذلك الليبي وما عانوا منه من زلازل وفيضانات توالياً، ومن قبلهم الشعب التركي والياباني والاندونيسي وغيرهم الكثير، بتلك التقديرات الإلهية، والتي ماهي الا رسائل يخوف الله بها عباده ويذكرهم بما يصنعون ويعملون والعودة لجادة الصواب، والعمل في ما حكم وشرع عزوجل، فما هي تلك الكوارث الطبيعية وما تحتويه من دمار وخراب، بالأنفس والممتلكات والرزق والثمر والمعالم المختلفة، الا رسائل مباشرة لقدرته وحكمته في آنٍ واحد مما يستوجب مراجعة الأعمال والتخطيط لمحو الزلات وتفاديها والعودة إلى الله من جديد للمقصرين والعصاة والجبابرة والمتكبرين.


في تلك الظروف والمحن، نرى الدول في مساعدة الدول المنكوبة ونجدتها، بالمال والمواد العينية وما تحتاجه تلك الشعوب من مستلزمات وضروريات، بفعل أهل الخير والتعاون المستمر بين انسانية الشعوب والدين المستمد من قواعد ديننا الحنيف، في مساعدة المنكوب والوقوف لجانبه، فنرى بلدنا الحبيب الكويت في مقدمة تلك الدول بالتبرعات المختلفة من مال وملابس ومواد غذائية وعينية، في رسم جميل وواضح لمعالم وخارطة أهل الكويت ومؤسساتها المختلفة، من جمعيات خيرية ومبرات وقطاعات حكومية وخاصة، تحرص على ترجمة الانسانية في أبها صورها، التي تجعل الكويت دائماً سباقة لنجدة منكوبي العالم، من مسلمين وغيرهم وهذا ما جبلت عليه كويتنا العزيزة شامخة في سماء الاغاثه ونجدة الشعوب، مترجمة معنى الانسانية ومساعدة الانسان لأخيه الانسان وعدم تركه وحيداً يصارع الخراب وما خلفته تلك الكوارث من دمار وخراب.

الكويت مدرسة في العمل الخيري، ومؤسسة ترسم معالم الاغاثة الكاملة، المكتملة بكل أركانها من مقومات وأسس، تجعلها بلد الانسانية مفهوماً ومعنى في نجدة جميع شعوب العالم بدون تميز، محققة تلك الأخوة الانسانية المبنية على التواد والتراحم، من أجل تمكين الدول المنكوبة من الوقوف من جديد، وتجديد أحوالها من تردٍ إلى نهوض من جديد، يُستكمل فيه ما دُمر ويخطط له ما أُسس لإعادة الدول المنكوبة كما كانت وأحسن بفضل المحسنين وأهل النخوة والشهامة في ترجمة واضحة لمواقف دولة الكويت العديدة والتي لا تُعد ولا تُحصى.


هذه الكوارث الطبيعية تزيد من لحمة الأمة وتعاضدها، وتذكر الغافلين بالعودة للرشاد والتوبة، وتذكيراً للسنن الكونية وحكمة رب العالمين في من وراء آياته، وكذلك تخويفاً لمن تمادوا ومازالوا في طغيانهم يعمهون، وقياس صبر الانسان في الابتلاء ومدى تحمله ولجوئه إلى الله والاستعانة به بعد فقده للأحباب والمساكن والأسرة والمال، ورحمة وتخفيف للنساء والاطفال وبالأخص الفقراء ومن هم تحت مستوى الفقر، بأنهم شهداء ولهم المنازل العليا من الجنة باذن الله، فقد رحلوا إلى الكريم المنان وودعوا جحيم الدنيا برحمته وكرمه، وهذه الكوارث من العذاب المعجل الذي يعد تخفيفاً من الله في حساب الآخرة العسير، وهي كذلك تعبيراً مباشر عن غضب الله وسخطه لما يقوم به الانسان من أعمال ومعاصي وغيرها، كي يتذكر ويسلك طريقاً آخر وتغيره.


رحم الله منكوبي ليبيا والمغرب، رحمة واسعة للمتوفين وشفاء عاجل للمصابين وعودة ميمونة للمفقودين عاجلاً غير آجل بحوله وقوته سبحانه.

تعليقات
مشابهه لـ الكوارث الطبيعية والدروس الربانية بقلم: طلال سعود المخيزيم