أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - الإعلام…بين مطرقة التضليل وسندان الحقيقة

الإعلام…بين مطرقة التضليل وسندان الحقيقة

الإعلام…بين مطرقة التضليل وسندان الحقيقة

طلال سعود المخيزيم
[email protected]
@t_almukhaizeem

كثيرة هي مواضع التغطيات، وتسليط الضوء عليها تحليلاً كان أم تبيان، لتبسيط قواعد الفهم وايصال الصورة كما ينبغي، وفي تلك النعم المنثورة من أجهزة ووسائل تواصل ومنصات وغيرها من القنوات الفضائية، التي جعلت العالم ليس قرية صغيرة فحسب، بل بيتاً وربما غرفة تضم بعضها بعضاً، بكل ما تحمله من تركات وآثار ونتائج تنعكس للآخر بشكل مباشر وغير مباشر، مما يجعل كل انسان في اطلاع مستمر لما يجوب المعمورة والأقاليم من أحداث ومحطات.



فكما ان لكل وسيلة منافع، فبالتأكيد لها مضار وسلبيات تخدم أجندات وفرق بذاتها، في تضليل وجر المشاهد والمتلقي لتغير قناعاته، واستمالتها نحو ما ترغب تلك المؤسسات والجماعات والدول التي تريد من خلاله تلويث الحقائق وتلوينها، حسب المصالح وما يريده الواقع المصلحي والخدمي، وان كان على حساب الحقائق والبراهين والثوابت التي لا تتغير الا بأساليب الخداع والمكر، وتلك الاساليب الي دأب عليها أصحاب المصالح والتزيف لجر المشاهد والمتلقي والمتابع لرؤوس أقلام ما يُراد بها تغير القناعات والسعي على تغير الجوارح والفكر.


الإعلام وتصدر المشاهد، رسالة سامية لمن يهمه الأمر لصونها وحمايتها، من رؤوس الشر ومواطن المصالح وغياب الحيادية، وتلطخها بالماديات وغياب أبجديات هذه الرسالة التي تصل بأصوات المظلومين والمضطهدين، وما هو مفيد ويفيد الرأي العام من مختلف المواضع وشتى البساتين، التي تضيف ولا تدمر، تعمر ولا تهدم، تربي ولا تبتر، كحال الرسالات السامية والتغطيات الموزونة التي يُراد بها رضى الله أولاً ومن ثم مصداقية المشاهد واقتناعه بمحتوى وصور وتغطية تترجم معنى الإعلام الحر والنزيه الذي لا تكتمل المشاهد الا به ولا تدوم الحقيقة الا من خلاله.



على الصعيد الآخر، تعد وسائل التواصل وباب الإعلام وسيلة محورية في كافة الحروب والمحن، في كيفية استمالت خطوط النصر وشجب الهزيمة، من خلال بث ما يرفع المعنويات، واسقاط كل ما يأثر على روح وقتالية المقاتلين، وتمكينهم من شد الهمم وتمكينها من ما تعيشه، ببث ما يخدم الواقع ونبذ ما يثبط ذلك ويعطله، من اشاعات واتخاذ تلك الوسائل وبثها في طورها الواسع والمؤدي لتحقيق تلك المآرب وتلك الخصال المحطمة والمزلزلة في تغير الفكر وتقديم عكس ما يجب مما يثبط المجاهدين في المعارك ويكسر من عزيمتهم ويجعلهم محل انكسار، واستنكار لمًا تجود به وسائل الاعلام والتواصل الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الحربية والعسكرية بمختلف مسمياتها.



ينبغي للإعلام أن يكون دائما محايداً غير مضللاً البته، أو أن يخوض في معلومات وبيانات غير صحيحة لا تعطي للمتلقي تلك الوجبة التي تحقق له القراءة الصحيحة، وكم هي دور الإعلام وتلك المنصات المخصصة فقط لبث السموم من أفكار وأيديولوجيات ، بغرض التأثير وخاصةً الصغار والناشئة والتي تعد حرباً فكرية وغير مكلفة لتحقيق ما تلو تلك الخطوات من خطوات في بسط المصالح وتضخيم النفوذ وما تحمله الآلة الإعلامية من قوة تأثير وتفكيك، بما تضعه من شعارات وبيانات ومحصلات تأثر على الرأي العام وتقسمه حسب ما يتم طرحه وتناوله لمواضيع مختلفة وقضايا عديدة على الساحات المحلية والدولية من عناوين وجهات تعمل ليلاً نهاراً للتأثير على المتلقي والمشاهد وان كان ذلك على حساب الحقيقة والبيان الناصع والثابت.





رسالة الإعلام لا يجب أن تُجر لواقع المصالح والتناحر بمختلف أشكاله، الحياد والحقيقة وتبيانها هو الفيصل في ادارة المؤسسات والجهات التي فعلا تستحق أن نطلق عليها جهات تؤدي دورها بأكمل وجه وبأفضل صورة.

تعليقات
مشابهه لـ الإعلام…بين مطرقة التضليل وسندان الحقيقة