أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - وداعاً…أمير العفو والتواضع

وداعاً…أمير العفو والتواضع

وداعاً…أمير العفو والتواضع

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

فجعت الكويت يوم السبت بخبر وفاة سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بعد تعبه ومرضه العضال الذي أستمر معه لفترة ليست قصيرة، حبته عناية رب العالمين إلى ان غادر إلى جواره وفي جنته العالية وفردوسه العامر مع الصالحين أجمعين باذنه تعالى.

لم تكن العبرات ولا الهمسات معبرة عن كمية الحزن والمصاب الجلل، الذي أنعكس على الشعب وما يحيطه من رحيل هذا القائد المتواضع والحليم، الذي كرس مدة حكمه وكذلك ولاية عهده في تجسيد معاني حب الرعية والشعب، والتعاضد واتخاذ البساطة في معناها جملةً وتفصيلاً، فلم يتخذ مواكب ولا حرس وغيرها من تلك المسلمات التي تجوب الأمراء والملوك، بل كان سيد نفسه وشعبه في تواضعه وتقواه وحلمه، الذي غرس في نفوس الشعب صورة لن تُمحى ولا تزول، عن قائد لم يكن يوماً الا انساناً لم يفرق بين مقامات ولا مستويات، واضعاً عنوان التواضع والالتحام مع عموم شعبه من كافة أطيافه.

لسموه رحمه الله، تلك الكلمات الرحيمة والمبادرات الانسانية، المنبثقة من صلب وصميم ديننا الحنيف، من رحمة الكبير ونصرة المظلوم والضعف امام المكلوب من أطفال وضعفاء، فهذه هي سمات القائد والأمير الحقيقية التي تزرع الجانب المشرق والمحبب لله عزوجل طاعةً، ومن ثم لعموم الشعب حباً وانسجاماً لقائد لن تُنسى شخصيته وأقواله التي أتت قبلها أفعاله في الصفح والتسامح والعفو عن كل من أخطأ وتجاوز، متمسكاً بقلب الأب الرحيم، والرجل الحكيم الذي يزن علاقة الشعب بولي أمره بميزان التقارب، المبني على الأخلاق والتواضع والبساطة التي تحلى بها واتخذها نبراساً رحمه الله.

فمنذ أن تولى سموه رحمه الله، مقاليد الحكم في 29-9-2020 أميراً للبلاد، أشرقت شمساً جديدة للكويت في مكافحة الفساد وتجديد التطلعات التي تستحقها الكويت، فلم يتوانى في ذلك بحكمته وتزكيته لعضيده سمو أمير البلاد الحالي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، خلفاً وعضيداً وضع به الامانة والصدق الذي يستحقها سموه في قيادة البلاد من بعده واستكمال تلك التحسينات، وبناء كويت جديدة تتخذ من تطلعاتها مكاناً ورفعة بين أوساط الدول المجاورة والأقاليم المحيطة.

لم يتوانى سموه عن الصفح ونسيان صفحات الماضي للمهجرين من أبناءه وبناته، فكان حريصاً لإنهاء هذا الملف ولم شمل الأُسر مع بعضها بعد فراق، قطع على عهده تلك الفرقى وأعفى وصفح فلُقب قولاً وفعلاً بأمير العفو، والتواضع والحلم الذي طبعهم بماء الذهب في نفوس كل الشعب بحنكته ودرايته وأخلاقه الرفعية، في التسامي وتخطي تلك العقبات، وفتح صفحة جديدة مع الجميع ووضع الكويت أولاً وأخيراً في المقدمة والعمل لأجلها، ورفعتها بسواعد الجميع الذين تحتاجهم الكويت في تبني أُطروحاتهم وأفكارهم، فالكويت تسع لجميع أبنائها وهذا ما كرسه وعمله سموه رحمه الله.

سمو الشيخ الراحل أمير البلاد المفدى نواف الأحمد الجابر الصباح، هو نبراس الكويت الجديدة، الذي غابت عنا شمسه بكل هدوء وتواضع، لتشرق شمساً جديدة مشعلة بالنشاط والحيوية في استكمال عضيده وأخيه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لقيادة الكويت بكل ما يتحلى به من حزم وعزم كرسه سموه وسيستمر، وسيكون الشعب مبايعاً له على السمع والطاعة، لتكون الكويت دار أمن وأمان ورفعة وتطور وازدهار، بمعية سموه ومن يختاره ولياً للعهد من بعده.

اللهم أرحم فقيدنا وأميرنا الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأعن ووفق أميرنا الحالي سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأرزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه.

تعليقات
مشابهه لـ وداعاً…أمير العفو والتواضع