أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - الوقت.. النعمة المنسية

الوقت.. النعمة المنسية

الوقت.. النعمة المنسية

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

قال تعالى في كتابه العزيز( والعصر ان الانسان لفي خسر) سورة العصر، وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) أخرجه البخاري ومسلم، من هذه القواعد الرئيسية وغيرها الكثير من المقولات والجمل التي تحث على أهمية الوقت واستثماره، يعاود الانسان في ضعفه وقلة حيله في لوم الزمن والوقت على عدم استكمال ما يصبوا إليه، من أهداف دنيوية وأُخروية وغيرها من الأمور التي يطمح لها، ومن البديهي بأنه الملام الأوحد والرئيسي لتقصيره وعدم الجدية في هذه النعمة الكبيرة الا وهي الوقت، الذي وهبه الله تعالى للمؤمنين والمؤمنات لاستغلاله خير استغلال، من خلال عبادته سبحانه واعمار هذه الأرض والتي يندرج تحتها تلك المهام والخطط والطموحات والاستراتيجيات ومختلف ما يريد انجازه وتنفيذه ذلك الانسان الذي ينسب قلة حيله إلى الزمن وبأنه المسؤول عن التعطيل وعدم انجاز الخارطة المنشودة.

وهذا بالطبع من حيله الضعيفة التي يقنع بها نفسه، بأن السنة المقبلة تكون أفضل، وسنين الله كلها فضيلة ونعمة لمزيد من المتسع للعمل والتوبة وغيرها من فسحة الأمل، التي ما وهبها الله الا تفضلاً وكرم ليتسنى لهذا الانسان استكمال المشوار لطاعته ومرضاته عزوجل، والذي بيده موازين كل شيء وعلى رأسها الوقت الذي كثير من الناس لا يعرف قيمته ولا فائدته، لذلك دائماً يُسقط اللوم عليه بعدم النجاح واستكمال الاعمال، والحقيقة هي تضيع الانسان واللامبالاة التي يتخذها في عدم تنظيم الأوقات واستثمارها خير استثمار كما ينبغي لمرضاته عزوجل ومن ثم بركة هذا الوقت والزمن في الأعمال والانجاز والمشوار، الذي يتطلع له الانسان في كل سنة، وما ان ننتهي السنة ينزل تلك الملامة للزمن والوقت والذي هو الدهر، الذي شدد عليه سبحانه وتعالى بأنه بين يديه وفي قبضته، التي يقدر بها الله عزوجل كل خير ومنفعة والتي يغفل عنها الانسان ومن ثم يلوم الوقت والسنة بأن القادمة أفضل.

( وان ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يُرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) سورة النجم، وان سعيه سوف يُرى بشرط ان يعمل ولا يجعل الاماني هي صكوك الانجاز والتقدم، وهذا ما يرتبط بأهمية الوقت وجدولته بما هو مفيد ومخطط له، وعدم تضيعه بالملهيات والتسالي وغيرها بشكل مفرط وكبير، مما يسبب تعطيل الانجازات والأهداف المنشودة والتي يتطلع لها الإنسان، الا أنها لا تأتي بدون عمل وجهد يحول الوقت والزمن إلى اداة استثمار تترجم المخططات والأعمال إلى واقع ملموس ومشاهد، يثني بعدها بأنها السنة المثلى والناجحة، وما هي كذلك الا بمعية واعانة الله عزوجل في ذلك وهذا ما ينبغي للانسان استشعاره والتمعن في معانيه، والتي يجب أن يرى بها نفسه وعمله ووقته قبل إلقاء اللوم على الزمن والدهر الذي ما وهبه الله تعالى الا نعمة يبارك فيها للانسان للتقدم وانجاز مافيه خير وتطلعات، فحرياً بالجميع استكمال هذه الخطوات وفق هذا المنظور، وتعليق الأسباب للنفس اللوامة فهي الوحيدة التي تحتاج للتغير والتبديل وفق خطط مدروسة وعزيمة مشمولة بالعطاء والبذل، اللهم كما باركت لنا في ما مضى بارك لنا في هو آت إنك ولي ذلك والقادر عليه.

تعليقات
مشابهه لـ الوقت.. النعمة المنسية