أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - الاقتصاد.. السلاح المنسي

الاقتصاد.. السلاح المنسي

الاقتصاد.. السلاح المنسي

طلال سعود المخيزيم
[email protected]


كثيرة هي أسلحة القتال، وبالأخص قتال العدو الذي أظهر قتاله بالظاهر والباطن وعلناً، في أسلوب مقاومة شريفة تتخذها الشعوب درعاً واقياً وحقاً مكتسباً، للذود عن سلب حقوقهم والتعدي على ممتلكاتهم، خصوصاً في ظل تخاذل وصمت عالمي مطبق، فلا تقتصر تلك الدعومات والمقاومة على الدم والسلاح، بل تتعدى ذلك وتتنوع عبر وسائل عديدة منها الاقتصاد في وقف الامدادات ومحاربة الشركات الداعمة لكيان العدو أين كان، وبالأخص الكيان الصهيوني وحديث الساعة والأزل، الذي يتفنن في قتل وتشريد الشعب الفلسطيني الأعزل، مما يمثل هذا الجانب ضربة ليست بالهينة، مع الأسف يستاهل الكثير معها بأنها لا تجدي، بل على العكس اذا تظافرت الجهود وتوحدت وعلى مستوى دول وليس أفراداً سيكون الناتج كبير وواضح، ولكن هل من مدكر؟.


المتجبر الغاصب لا يعترف الا بلغة المال والاقتصاد، تلك اللغة التي تخول القوي على التحكم بالضعيف، ودولنا بفضل من الله وكرمه تتمتع بذلك الاقتصاد المتين والحيوي، والمنظومة المحكمة القادرة على كسر ذراع كل من يدعم القاتل والمجرم والمعتدي، كي يفكر ألف مرة بمصيره وان الشعوب قادرة على ايقافه، باللغة التي يفهمها وهي المادة والمال، والتي تخول تلك الكيانات بالتحكم بالعالم، فهي ليست لغزاً ولا أحجية اذا ما ارادت فعلاً دولنا العربية والاسلامية نصرة المظلوم فعلاً لا قولاً، ان لم تكن تلك الكيانات المليئة بالجيوش والعتاد أن تحرر فلسطين وكل الشعوب المنكوبة وبالأخص الاسلامية، فلعبة الاقتصاد هي حكم العالم في هذا الزمان تحديداً، لا تهاون فيها فالمال في تلك الكيانات والحكومات هي ترياق حياتها، اضعافها من خلال تلك الضربات الاقتصادية من امدادات نفط ومقاطعات وغيرها من الأمور المتاحة بين أيادينا.


يجب ان لا نغفل عن تلك المسلمات، وهي الاساسية في تجبر وتكبر تلك الدول في ادارة المشهد، وتحويله بالوسائل المتاحة التي تصب في مصب الجهاد والنصرة، التي تستوجب على كل مسلم فرداً كان أم حكومات، بأن يضع تلك الفلسفة وتدارسها في جميع النواحي الحياتية، من مأكل ومشرب وشركات متاحة يمكن الاستغناء عنها ببديل وطني أو عربي واسلامي، يُبرء به الضمير من أي شكل من أشكال الدعم، وتكن النفس متعايشة مع مبدأ النصرة التي تتعدد أشكاله وأوصافه، وبالأخص في المرحلة الحالية المعتمدة اعتماد كلي على المال والنفوذ ورؤوس الأموال وتلك الشركات الداعمة للظالم للمحتل الصهيوني بدرجة اولى وكل من يتعاطف مع الظلمة والجبابرة في انحاء العالم.


في الثلاث أشهر الماضية، كم رأينا ألم وخسائر الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، أثر المقاطعة العالمية وليس العربية والاسلامية فقط، فالشعوب الحرة في المرحلة الحالية مطلعة على الظلم والتشريد والقتل الممنهج الذي لا يميز بين طفل وامراة وشيخ كبير، ولا مدرسة ومستشفى ومراكز ايواء، أيادي ملطخة بالوحشية واللاانسانية، التي جعلت من الشعوب نموذجاً حراً لألوان الظلم واعوانه، فمن باب أولى أتساع تلك الدائرة لتشمل الأكبر فالأكبر، ليعي العالم وأحراره بأن دولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة.

تعليقات
مشابهه لـ الاقتصاد.. السلاح المنسي