جنوب أفريقيا.. خنجر الأمة المولود

طلال سعود المخيزيم
‏ [email protected]

لم تتردد جمهورية جنوب أفريقيا في التعبير عن شجبها واستنكارها لما تقوم به آليات القردة والخنازير في شعب فلسطين الآبي، من قتل وتنكيل واجرام سيسجله التاريخ في سجل بني صهيون الأسود على مر التاريخ، منذ احتلال فلسطين وزرع الصهاينة قواعدهم بعد ان كانوا مشردين في أرجاء العالم، لتعزم جنوب أفريقيا عزمها على محاكمة هذا الكيان المغتصب في محكمة العدل الدولية، وتقديم مذكرات ووثائق وبراهين بمعية مجموعة من المحامين دفاعاً عن الحق المسلوب والدمار المستمر في الأنفس والأرواح، والتهجير المستمر لقرابة 4 شهور، لتسجل هذه الدولة التي لا تربطها علاقة دينية ولا عقائدية في هذه القضية، الا ان الانسانية والضمير الحي أيقظ بها تلك التحركات وتلك المحاسبة المستحقة.


طوفان الأقصى في 7-10-2023، لم يكن طوفاناً وحسب بل رسالة عالمية لكل الشعوب بما تعانيه قضية فلسطين من حقوق مسلوبة وظلم يجب أن يراه العالم بشكله الحقيقي، وها هم ابناء صهيون ينشرون غسيلهم يومياً بجرائمهم واختراقهم للمواثيق الدولية وتهميشهم لكل ما تدعوا إليه القوانين الانسانية قبل الدولية والتي تمثلها المنظمات والهيئات التي لا تضع لها وجوداً، مما ايقظ كثير من الدول لرؤية هذا الكيان المغتصب كما ينبغي في صورته الحقيقية، لتنتصر جميع شعوب العالم وترفع الرايات وتقر بعدالة هذه القضية المستحقة، ولا عزاء لتلك الدول الكبرى التي تدعم الكيان مكابرةً واصراراً فقط لا غير، غير موقنة او مستوعبة حقيقة إلمام الشعوب بمواقفها المخزية التي يوماً بعد يوم تسقط سقوطاً حراً لكمية النفاق والعبث والذي بالتأكيد ليس بصالحها وموعد انهيارها يقترب شيئاً فشيئاً.


جنوب افريقيا كانت أول المبادرين في هذه الخطوة، واعلنت اسبانيا ومن بعدها وأكثر من دولة على دعم تلك القضايا المرفوعة، وان كان البعض يعتبرها حبراً على ورق الا انها مواقف تُسجل وترسم ابجديات الرؤية الحقيقية والمطلوب رؤيتها، لبشاعة الظلم والتعدي والبطش، الذي يمارسه بني صهيون ومازال الى ان يزول باذن الله وبوعدٌ منه، بعد ان يرى العالم ما يمارسه هذا الكيان وعدم احترامه للأرض وشعبها الأصلي والذي سلبه كل ما يملك، الا ان العزيمة والجهاد والمقاومة في النفس الفلسطينية قائمة، وهذا ما يشكل جبهة ومرآة للعالم لمزيد من التبيان وتوضيح الحقائق التي يمارسها الكيان في التضليل والطمس بمعاونة كبرى الدول بإعلامها وكياناتها التي أتضح نهجها وسياستها في تقليب الحقائق وتزوير الركائز.


اليوم تقف جنوب أفريقيا ومن معها من الدول، وستأتي دول أخرى وهكذا بعد ان أخذت عملية طوفان الأقصى رسالتها الميدانية والاعلامية، وهذا مالم يتحقق طوال سريان قضية الاسلام والمسلمين الاولى، والتي تقف فيها دولاً لا ترتبط بها بأي علاقات، سوى الانسانية والضمير الحي النابع من نفس تعرف المنطق وما يجوب به من ابجديات وركائز لا تتماشى الا مع العدالة والانصاف التي هي مقومات الانسانية كما ينبغي، اللهم عليك بالصهاينة المعتدين فأنهم لا يعجزونك، وكل من والهم وأيدهم بالحرف والكلمة والاشارة انك ولي ذلك والقادر عليه.