أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - طلال المخيزيم: حرمة المال العام

طلال المخيزيم: حرمة المال العام

حرمة المال العام

طلال سعود المخيزيم
[email protected]


كثيرة هي وسائل وأشكال هدر المال العام، سواء بقصد وأحياناً بغير قصد، والمحصلة هي واحدة في تعدي عام لا يختص بفرد أو أُسرة معينة، بل شعب ودولة ومواطنين لهم حقوق ومتطلبات في هذا المال، الذي يجب أن تكون له حرمه وتفهم ما يعنيه للأفراد والمجتمع، ونظرة الدين كذلك في كيفية التعامل والتعاطي مع هذا المجال من زواجر ونواهي، تحتم على المواطن وكذلك المقيم، وجميع الافراد في تقدير وواجب احترام الممتلكات العامة بشكل عام، والأمور المحيطية الخاصة بمنظومة أو شركة أو مؤسسة بشكل خاص.

يجب تفهم مفهوم المال العام، والمقصود به من جوانب وزوايا لربما تغيب عن مخيلة الانسان، فهدر المياه على سبيل المثال اخلال بالمال العام، واتلاف الممتلكات العامة من ثمر وشجر تعدي على المال العام، تخطي المستحقين وتزوير الوثائق لنيل المزايا والمستحقات الغير مستحقة تعدي وسرقة لمال عام، الخداع واستخدام المعارف للتستر وتمرير المعاملات تعدي على المال العام، وغيرها الكثير من الأمثلة والمواقف التي تمثل تعدياً على مجتمع وليس أفراد في استنزاف مصادره وأمواله، والتي من الواجب الديني والاخلاقي قبل الوطني المحافظة عليها لتدوم وتستمر للأجيال بعد الأجيال، والتي تتطلب الثبات على المبادئ والقيم التي تجعل الانسان يخاف على مصالح العامة والبعد عن المصالح الخاصة، والتي يفكر بها الفرد على حساب غيره، مما يغيب عنه حقيقة المال العام الذي هو استحقاق وحق للجميع وفق النظم واللوائح المنظمة.

يجب استشعار أهمية المال العام للدولة، وعدم التعدي عليه بضعف هذه النفس البشرية، وشياطين الأنس التي تحث على ذلك بالاحتيال والخداع، ومراجعة النفس بأن استخلاص تلك الحقوق ليست من فرد واحد أو أقلية معينة، بل مجتمع كامل تم التعدي عليه وعلى حقوقه وأمواله بضعف النفس واسترخاص المبادئ والقيم، ونسيان بأن الوطن جامع للعديد من الافراد الذي يشتركون في حقوق وواجبات وأموال الدولة التي وفق الدستور هي منصة للرفاهية والتمتع بأفضل الخدمات والأوضاع والراحة والحياة المستقيمة المستمرة بخيرات البلد وعطاءه الدائم.

ليس للمصالح الشخصية مجالاً في قاموس الوطن، فالوطن واحة الجميع، ينعم به الفقير والمتواضع والغير مألوف للعامة، وأن ينعم بما يوفره البلد من خيرات ونعم كثيرة يسلبها صاحب النفوذ والمصلحة الخاصة الذي ميز نفسه بأحقيته الغير مستحقة، لما سلكه من سلوك وطرق ملتوية يجب أن يحاسب عليها أشد حساب ويكون عبرة لغيره لعدم الخوض في هذا المجال الذي يعد تعدياً لمجتمع بأكمله سيتحمل القصاص منه يوم الدين.

فأي تعدي أو سرقة أو اختلاس وتلاعب وخداع، يقع ذنبه في رقاب شعب بأكمله، فالقصاص يوم لا ينفع مال ولا بنون من مجتمع بأكمله، وياله من عظم وكبر ما يقترف المعتدي على الأموال والممتلكات العامة، فهي حقاً عاماً حسابه عسير ان لم يكن بالدنيا فالتأكيد في الآخرة التي لا يغادر سبحانه فيها صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها، نسأل الله السلامة والعافية من كل تعدي ورخاوة للنفس.

تعليقات
مشابهه لـ طلال المخيزيم: حرمة المال العام