أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - حضر الحزم.. فغابت الفوضىٰ

حضر الحزم.. فغابت الفوضىٰ

حضر الحزم.. فغابت الفوضىٰ

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

بعد انتهاء مناسباتنا الوطنية والاحتفالات في البلاد، من يومي الوطني والتحرير وما يصاحبهما من مظاهر احتفال وخروج للتعبير عن الحب والانتماء لهذا الوطن، المعطاء والذي مرت عليه محطات ومحطات لم تزدنا كمواطنين الا ارتباطاً وحباً، لهذه البلد التي حقها كبير ولا يمكن الوفاء به مهما بذلنا وأعطينا، فهذه هي الأوطان ملاذ الانسان وأمانه الذي لا غنى عنه ولا تفريط به.

وكما اعتدنا في هذه المواسم وفي كل سنة، تلك الممارسات الخارجة عن القانون والمضرة للآخرين، فقد غابت عن المشهد بشكل كلي معبرة عن حقيقة الاحتفال كما ينبغي، من تراشق بالماء ونحوه من الممارسات التي بالتأكيد لا تمثل حباً للوطن والآخرين، بفضل سواعد رجال الأمن والقوانين الجادة في تقنين ومحاسبة تلك الممارسات، التي تتكرر كل سنة وتضر ولا تنفع مما جعل المشاهد في هذه السنة كما ينبغي، وفقاً للإحصائيات والأرقام، في نزول كبير في عدد مراجعي العيادات بما يخص العيون، وكذلك الحوادث والمشاكل التي تعج بها مراكز الشرطة، ختاماً بكمية القمامة التي تترسب وتظهر بعد انتهاء المناسبات الوطنية، ولم يأتي هذا كله من فراغ بل بسواعد وسن تلك القوانين الأمنية والبيئية التي جنت بثمارها بأفضل نتيجة، محققة ذلك الرضى الشعبي والعام لما يمثله الاحتفال الراقي من تعبير حقيقي وجوهري لمعاني حب الوطن.

لم تكن محبة الأوطان بمضرة الآخرين يوماً من الأيام، ولا بتلويث البلاد بتلك القمامة بمختلف اشكالها، بل المحبة الحقيقية كما شاهدها الجميع، بالالتزام الشبه كامل من الجميع، مواطنين ومقيمين لما يمثله ذلك الحزم من رادع، آملين بأن يكون ذلك منبعاً داخلياً وأخلاقيًا بدرجة أولى، قبل ان تكون هناك قوانين ومحاسبة تضع المخالفين تحت طائلة القانون ومظلة العدالة والحساب.

فما شكلته الطرقات ومختلف المرافق، من نظام ووعي يمثل حقيقة الاحتفال الفعلي، والذي يمثل حباً للوطن بمعناه الحقيقي، فلا تتناغم معاني حب الوطن والتعبير عن مناسباته الوطنية، مع دمار البيئة ومضايقة الآخرين والعامة، فما أجمل تلك المعاني التي تصقلها الارشادات والقوانين، والتي تتبعها الضمائر واعتبارات الانتماء ومحبة هذه الأرض، التي هي نبراساً للخير والعطاء والوفاء، فالكويت هي أم الجميع، وما على الأبناء الا البر والنماء لهذه الأم الحاضنة والحنونة.

فشكراً لوزارة الداخلية، من وزير إلى أدنى موظف فيها على ما بذلوه من جهود وعطاء، وشكراً للمواطنين والمقيمين على ما رسموه من معاني جمة هي المحبة الحقيقية للوطن كما ينبغي، اللهم أدم علينا الأفراح وعلى ديار المسلمين أجمع.

تعليقات
مشابهه لـ حضر الحزم.. فغابت الفوضىٰ