لصوص وسرّاق رمضان
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
يأتي شهر رمضان بما يحتويه من بركات ورحمات، وأوقات تُضاعف فيها الأجور وترتفع فيها الدرجات، للمسلم الفطن الذي يحرص على استغلاله خير استغلال من طاعات وذكر وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ووصل الأرحام والتزاور ونحوها من أعمال الخير الكثيرة، والتي تعلي من مكانة المسلم وتزوده بتلك الطاقة الايمانية، التي تجعله يعقد العزم لمواصلة ذلك العطاء طوال السنة، ففي رمضان ذلك التميز والخصوصية التي خصها عزوجل لهذا الشهر الفضيل رحمةً ونوراً للمسلم الذي يعرف كيف يستغل كل أوقاته ودقائقه وثوانيه.
مع تزاحم تلك العطايا، تأتي تلك السرقات من خلال (لصوص رمضان) والممثل الرئيسي لها هو التلفاز وتلك القنوات والبرامج الهابطة، التي لا مردود لها الا تعطيل المسلم واشغاله عن غايته وهدفه الاساسي، من مسلسلات لا يحلوا لها ان تُذاع الا في رمضان، وقنوات لا يأتي لها الشغف الا في هذا الشهر الفضيل، من سيناريوهات هابطة ومدمرة للمجتمع والمشاهد، والتي لا تخلو من تلك السموم المجتمعية والعادات الغير سوية، متناسين بأن أغلب مجتمعاتنا الخليجية والاسلامية ذات طابع اسلامي محافظ، وكأنه تلك الأفكار والسلوكيات والنظريات الشاذة هي السائدة، جنياً للمال والمشاهدات، في نظرة مادية تعطي المزيد من تحقير تلك المسلسلات والقنوات الهابطة، في سرقة أجور واشغال العامة بما لا يتصل مع الوقت ولا الواقع المغاير لما يُعرض ويتم تغذية المشاهد به.
ان تلك الاجهزة الاعلامية وما تبثه من مسلسلات وأفكار هدامة، هي الحرب الباردة والمدمرة للشباب والنشئ، في شهر فضيل تتجلى به الرحمات وتُضاعف به الأجور، الا ان هؤلاء اللصوص وغيرها من الافعال والاقوال هي من تحرم المسلم من لذة العمل الحقيقي وخصوصية وعمق مكانة هذا الأجر الفضيل، من نميمة وتتبع عورات الآخرين، وشياطين مصفدة توقظها شياطين الأنس غير مبالية لحرمة ومكانة هذا الشهر الفضيل، وتلك هي السرقات التي لا تعوض ولا يُحاكم عليها الا الانسان نفسه، في فاتورة الآخرة وحاجته لهذه المواسم الفضيلة والعميقة في آثرها.
يجب أن يحرص الانسان على الابتعاد عن تلك القواعد، ليكمل شهره بالقيام والصيام والفوز الحقيقي، وحصد ثمار هذه المواسم الفضيلة، وترك كل ماهو دون ذلك من مسلسلات هابطة مدمرة للمجتمع، ومعاصي وذنوب تقلل من الأجور وتضعفها، مما يستوجب الابتعاد عنها، واستكمال رمضان بما يستحقه لمرضاة رب العالمين وقطف الثمار الحقيقية للانسان المجد الحريص على رفع نفسه وعلو مكانته عند ملكوت السموات والأرض، فلا تدع عزيزي القارئ أي منافذ لسرقة أجورك، فأنت الوحيد المحتاج لها فأحرص عليها على الدوام وفي جميع الأوقات الرمضانية والغير رمضانية، اللهم عليك بمدمري المجتمعات فأكفنا شرهم ولا ترفع لهم راية أبداً انك ولي ذلك والقادر عليه.