الغبقات الرمضانية

طلال سعود المخيزيم
‏ [email protected]

تعتبر الغبقات الرمضانية رمزاً لتجمع الأحباب والأصدقاء والأقارب، في تجمع يجمع الصغير والكبير في مناسبة تتأصل بها معاني التواصل والأُلفة، التي يتميز بها هذا الشهر من ذلك التزاور والتقارب الذي يُؤجر عليه الانسان، لا سيما تلك العائلية وما تجوبه اوساط العائلة من خلافات تضمدها هذه التجمعات في هذا الشهر الفضيل، مدشنة تلك الصفحة الجميلة لعلاقات تدوم على الخير والمحبة والتواصل والذي هو نبراس تعاليم دينا الحنيف.

تتميز تلك الغبقات وبالأخص في ظل هذه الأجواء الانتخابية، بحلها محل الندوات واللقاءات، لتسود تلك الغبقات وتكون العلامة الفارقة للمرشح للالتقاء بناخبيه في ذلك التجمع المخصوص والمشمول بأجواء رمضانية انتخابية، جعلت من المرشحين اللجوء إليها تزامناً مع خير الشهور وما يحتويه من قواعد وعادات رسمت تقاليده ورسم يومياته.

تتميز الغبقات في بساطتها، الا ان البعض يتكلف فوق طاقته وكثير من الأحيان تبقى تلك الأطعمة فوق الحاجة، في تكلف فاحش لربما كانت في مكانها الآخر الأكثر أهمية، الا ان المظاهر والرغبة في أخذ ذلك الصيت يعمي ذلك الانسان، ويعرض صاحبه للتباهي والغرور، فالبساطة هي شعار كل شي والذي غيرته الأزمان يتغير طرق التفكير وكيفية التعاطي مع البساطة على انها رسالة المضمون وجوهر الحقيقة التي يجب أن يتحلى بها كل انسان وبالأخص المسلم.

يستقيم الليل مع تلك الجمعات والأحباب، وسؤال الآخرين عن أحوالهم وتعاطيهم مع مجريات الحياة في استكمال ذلك التواصل بتلمس كل الأحوال وزيادة أواصر وقوة المجتمع بتماسكه بقرب الشخص لأخيه، في رسم صورة دينية ومن ثم وطنية تعكس أواصر المسلم في حرصه على زرع المفيد واقتلاع كل ما يحول بينها في مسيرة التواصل وتجديد الأواصر وتلاحمها.

كما لا ينبغي بأن تكون تلك الغبقات على حساب الطاعات والتعبد، فلكل مقام مقال، ولكل أفعال وقتها المناسب التي تكون فيه، فعدم تداخل الاعمال والمفاهيم مع بعضها من سمات المفكر الناجح لكيفية توزيع أوقاته بما يعود عليك بالنفع والفائدة،

الغبقات هي نجوم رمضان المضيئة، وفي خضم الانتخابات أصبحت العلامة الفارغة في دعوة الناس واجتماعهم على كلمة سواء يُراد بها رؤية الرؤى والتطلعات وليس ذلك فحسب، بس تشخيص من يمكن اختياره وفق برامجه الانتخابية المختلفة، مما يأكد بأن الغبقات الرمضانية نجمة أمة 2024 بامتياز لصدفة وقعوها في هذا الشهر الفضيل.

اللهم تقبل منا رمضان وأعنا على قيامه وصيامه على الوجه الذي يرضيك عنا.