قراءة وتحليل.. في أمة 2024

طلال سعود المخيزيم
‏ [email protected]

بعد ظهور نتائج انتخابات مجلس الأمة 2024، واعتمادها من السادة القضاة والمشرفين، لم تتغير كثيراً تلك المخرجات الا بنسب بسيطة لا تُكاد تُذكر، مما يأكد على اختيارات الشعب ورغبته الجامحة في وصول الشرفاء المخلصين لقبة عبدالله السالم مراراً وتكراراً، مع طرح المتخاذلين ومن سبق وان أظهروا نواتج اعمالهم وعملهم بالسقوط مرة أُخرى، مما يأكد وعي الشعب في اختياراته عبر صناديق الاقتراع، وان مهما كانت عواصف الحل سيعود من يستحق ويستبعد من لا يستحق عرفاناً بمفهوم الاصلاح، واستكمالاً لخارطة توافقية حُددت وانجزت، وستُستكمل بسواعد النواب مرة أُخرى.

فلم تشهد الدوائر الانتخابية ذلك التغير، والذي تميزت به الدائرة الاولى عبر أربع مقاعد جديدة، مع اعتذار الدكتور حسن جوهر وأسامة الشاهين والوزير داوود معرفي، ليحل مكانهم وجوه جديدة ننتظر منها الانجاز والتأكيد على تلك الرؤى الاصلاحية، النابعة من الشعب وفق اختياره المبني على البناء والتنمية لكافة الأصعدة، التي تخدمه وتعلي من شأنه بدرجة أولى ومن ثم كيان الدولة ككل وفق تنمية وازدهار وعدالة واستثمار، تجعل من الكويت مركز مالي وتجاري يُشار له بالبنان والرفعة والاشادة.

على غرار الدائرة الأولى، فلم تشهد بقية الدوائر تغيراً ملفت الا بمقعد في كل دائرة الى مقعدين، وعودة كل النواب السابقين في المجلس السابق، مما يأكد رسالة الشعب الكويتي بأنه متبني ما يقرره ويصبوا إليه، وفق ذلك الاختيار المُعاد بنفس الوجوه، ايماناً منه وتصديقاً لمساره، المدعم بالتقدم والازدهار، المبني على الأحرار من النواب الأفاضل الذين شرعوا وأقروا الكثير من القوانين الخادمة للبلاد والعباد، مما يجعل تلك الجدية قابلة للاستمرار وهذا ما جعل التغير طفيفاً في جميع الدوائر، مع خسارة البعض القليل لمقاعدهم وفق مبدأ تشتيت الأصوات بنزول مرشحين من نفس القبيلة وغيرها من المنافسة المحتدمة.

كل الشكر والتقدير للمواطنين الذين تحملوا الصيام وحر الأجواء بممارسة حقهم الوطني، في اختيار ممثليهم فهذه هي الوطنية الحقة التي تتطلب المشاركة كما أكد ذلك صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، في تفعيل المواطنة والمشاركة في بناء ونماء هذا الوطن، من خلال ممثلين الشعب تحت قبة عبدالله السالم.

كل الشكر والتقدير كذلك لرجال الأمن في كافة مسمياتهم، والمتطوعين من اللجان المختلفة والعاملين فقد ساد العرس الانتخابي في غالبه ذلك الاستقرار البعيد عن المشاكل، مما يدل على حسن التعاون والرغبة باخراج هذا العرس الديمقراطي بأفضل صورة وهو كذلك بتضافر جهود الجميع والذي جعل هذا العرس بأفضل صورة يليق بمكانة الكويت العميقة والكبيرة.

نسأل الله التوفيق والسداد لجميع النواب الفائزين، وهاردلك وحظ أوفر لمن لم يوافقه التوفيق، وندعوا النواب لاستكمال ما وضعه المجلس السابق من تشريعات وقوانين وتطعيمه بكل ما يتوافق مع مصالح البلاد والعباد، وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.