أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - الأولويات.. ورياح الرئاسة

الأولويات.. ورياح الرئاسة

الأولويات.. ورياح الرئاسة

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

كثيرة هي ملهيات الرأي العام، بقضايا وجوانب عديدة يُراد بها اشغال الشارع وتشتيته عن الأهم فالأهم، بعدة قضايا تُطرح، وتاخذ صداها بمباركة وسائل التواصل والقنوات المختلفة، لتغطية جوانب أُخرى أكثر أهمية يجب أن يتطرق لها، وفق خطط مدروسة وآليات منظمة يتخذها نواب الأمة وكل من له صلة في قوانين وتشريعات المواطن الذي يعاني من تلاطم أمواج المصالح السياسية، وتلك الأعاصير التي تنتج نتيجة خلافات وتجاذبات لا ناقة له فيها ولا جمل، الا بانشغاله فيها بفضل ما يُثار من قضايا مفتعلة المتضرر الأول والأخير فيها هو المواطن، ليكون في جانب دون آخر وفي نهاية المطاف لا نتيجة ولا تقدم يناسب طموحه، وهذا ما تفتعله تلك المواضيع وبمختلف مسمياتها وتوجهاتها.

معركة رئاسة مجلس الأمة، ومنذ اعلان فوز المرشحين بدأت مبكراً، بإعلان من يرغب بترشيح نفسه لتبدأ نيران الاصطفاف والنصرة لطرف دون آخر، و تبدأ تلك العنتريات في لم الشجون والحماس وكأنها القضية المهمة في انتشال حال البلد للأفضل، فمن باب أولى وجود ذلك التنسيق لاستكمال خارطة الطريق التشريعية وتطعيمها بما يتوالم مع حساسية المرحلة، التي لا تقبل القسمة على اثنين الا بجدية وتوافق يجب أن يتبنوه النواب الأفاضل، وما تُسفر عنه معركة الرئاسة هي بالنهاية أمراً حتمي للديمقراطية التي عودتنا على اخراج المستحق ووصوله لرئاسة مجلس الأمة.

على الصعيد الآخر، كذلك ينتظر الشارع بزوغ شمس رئاسة الوزراء، خصوصا بعد أنباء اعتذار سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، وبعده العديد من الاسماء المتداول اعتذارها، لتبقى الآمال المنشودة لتسوية ذلك الاختيار بفضل حكمة ودراية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وأعانه على الخير والصلاح في كافة الجوانب، فكل ما يحوم في فلك الرئاسة سواء لمجلس الأمة او مجلس الوزراء، هي في نطاق المسلمات التي ان شاء الله ستكون وفق ما يصبوا إليه الواقع الحساس، والمشهد الملتهب الذي يحتاج إلى حكمة ورؤية ثاقبة لن تغيب عن أصحاب القرار و متصدري المشهد السياسي والتشريعي.

ليكن المواطن هو أساس كل التطلعات والآمال، ولتكن الكويت هي العمل ونتاجه، وفق رؤية الصالحين والمصلحين الذين باذن الله لن تغيب عنهم تلك المصالح المحورية، التي تنمي البلاد والعباد بالخطط الواضحة المدروسة، في كافة الجوانب وتهيئة تلك البيئة الخصبة بدلاً من تناحرات وجدل في نهاية مطافه ليس بيد أحد الا الديمقراطية التي هي الحكم والفيصل الذي نرتضي بمخرجاته ونتائجة ايماناً بالدستور وقوانينه المنظمة، وتكريساً لمبدأ المواطنة وحب هذا الوطن المعطاء في ظل قيادة أميرنا المفدى.

كثيرة هي ملهيات المواطن، التي تتبناها تلك الحسابات ومنها من له اجنداته الخاصة في استمالت المواطن لما هو غير مفيد، فما يجب اتخاذه هو تدارس المفيد وتداوله لرؤى واقتراحات لربما تغيب عن أصحاب القرار، مما يدعم العملية التنموية وخدمة المواطن في كافة الأصعدة، وهذا ما يغيب عنه المشهد الحالي المبعثر بقضايا جانبية يفتعلها البعض لتمرير اجنداته ومصالحه الشخصية على حساب المصلحة العامة والتي هي أشمل وأحرى بأن تكون عنواناً دائماً للعمل والتكامل المستمر.

في ظل ترقب الجميع لعدة أمور، رسالتي للجميع ألزم ثغرك وكن صاحب فطنة وبينة، ولتكن أمواج فكرك وحكمتك أعلى من التحزب والتخندق خلف قضايا لا تسمن ولا تغني من جوع، ولتكن المصلحة العامة والمرونة في أخذ المواضيع هي ديدن الفكر وعطاءه.

تعليقات
مشابهه لـ الأولويات.. ورياح الرئاسة