قطار الاختبارات… ومعسكرات البيوت

طلال سعود المخيزيم
‏ [email protected]

في هذه الفترة من كل عام، تتجسد فترة الاختبارات لمراحل النقل ومن بعدها الثانوية العامة المتمثلة في مرحلة الثاني عشر، في فترة حساسة تنقلب بها البيوت الى معسكرات دراسية، تستمر لقرابة الشهر من تحضيرات ودروس خصوصية وترتيبات، فقد باتت اختبارات الفصل الدراسي الثاني قريبة وعلى الأبواب، مما يتطلب ذلك التركيز المفرط لنيل الدرجات والنسب العالية، التي تخول الطلاب والطالبات من تبوء التخصصات التي يطمحون لها بعد مرحلة الثاني عشر، وتلك الدرجات التي ترفع من المعدلات التراكمية لبقية المراحل المتمثلة في صفوف النقل، فما تأتي تلك الجهود وقطف تلك الثمار الا بجو عام يسوده الهدوء والتركيز، ودور أولياء الأمور في توفير كل سبل الراحة والنصيحة التي تساعد في ترتيب الأوقات واستغلالها خير استغلال من خلال جدول صحي ونظامي ودراسي يحرص عليه الطالب والطالبة وفق فترات عديدة، لا تجعله ضائعاً بل محافظاً لاستيعاب المفاهيم والمعلومات بأفضل الطرق العلمية والصحية.

على أولياء الأمور بناء ذلك الجو العام الايجابي، بعبارات ايجابية محفزة والبعد عن السلبية بكافة أشكالها، وتجنب الذم والانتقاد المتواصل واستبداله بالنصح والابتسامة لتحقيق الاهداف المطلوبة، وما يتحقق ذلك الا بتلك الرسائل والسلوكيات الايجابية التي تحفز الطالب وتجعله مرتاحاً للغوص في دهاليز ومحيطات الكتب والتمارين والمذكرات المختلفة، بجو عام يسوده الهدوء وتغيب عنه المشاكل والتجاذبات بالأخص في البيت، من كافة الأطراف والحرص على البناء المطعم بالتحفيز بعبارات وسلوكيات تجعل الطالب واثقاً من نفسه مركزاً على ما يطمح له وبالتأكيد يطمحون له والديه بنفس الوقت.

الأكل الصحي والنوم الكافي، سلاحان يغفل عنهما الكثير من الطلبة والطالبات، فكثير ما يطغى السهر على الدراسة من غير استحقاق البدن والعقل لحقه، في الراحة والأكل المنتظم المفيد الذي يعد عاملاً رئيسياً في دراسة تسودها الاستقامة والاستمرار، وعقل يسوده التركيز واستنباط وتحليل المعلومات، وبدن لا يمكن ان تغيب عنه الراحة الجسدية وتهيئته للقادم من محطات من ساعات اختبارات تحتاج تركيز وقدرة على الاجابة الوافية المبنية بالأساس على راحة بدنية وعقلية، لابد من أولياء الأمور تسخيرها لأبنائهم وبناتهم خصوصا في هذه الفترة الحساسة والمصيرية.

النوم الكافي، فترات الراحة بين أوقات الدراسة تعد محطات ضرورية للطلبة والطالبات أثناء الدراسة، في معدل نوم لا يقل عن 8 ساعات لتهيئة المدارك والبدن لعملهم المتواصل المستمر، مع عدم اغفال واهمال الدراسة وفق جدول وأوقات محددة لكل مادة دراسية، حسب صعوبتها ومدى تمكنها من قبل الطالب، ليتسنى للأوقات ان تكون مرتبة وفق كل مادة وصعوبتها ومدى فهمها واستيعابها من قبل الطالب والطالبة.

للجانب الايماني دور كذلك، فهو الأساس في كل جوانب الحياة وما يمثله من ثقة بالنفس وانشراح بالصدر، يخول الطلاب من خوض غمار الاختبارات بكل توكل وثقة بالله أولاً، ومن ثم بذل الأسباب والاجتهاد والتسلح بالدراسة الصحيحة، فالمحافظة على الصلوات في وقتها، والتسلح بالأذكار والادعية المأثورة عن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والتي تُعد نبراس يومي لنا وغير مقتصرة على هذه الفترة، ولكن من باب التذكير والاستمرار فهي عامود من عواميد التوفيق والنجاح باذنه تعالى.

لتكن البيوت معسكرات دراسية صحية متكاملة، وهذا لا يتحقق بدون أب وأم حريصين على مصلحة فلذات أكبادهم من جميع النواحي التي ذكرتها سلفاً، فمتى ما كنتم في صفه كان هو في صفكم برفع رؤوسكم عالياً بالدرجات المشرفة والنجاح المبهر، نسأل الله العلي القدير بأن يوفق الجميع في دراستهم وتحقيق النجاح المصحوب بالدرجات العالية المميزة.