المحلل…مطب الحكومة الدائم

طلال سعود المخيزيم
‏ [email protected]

في ظل أربع سنوات مضت، تم تشكيل 9 حكومات متعاقبة في ظل ثلاث رؤساء وزراء، والحكومة العاشرة برئاسة الشيخ أحمد العبدالله الصباح مازالت قيد التشكيل، وما هذه التشكيلات الا رسالة واضحة للتوترات السياسية وعدم قراءة مخرجات الأمة بشكل مثالي وجيد، لتتوافق تلك الحكومات مع رغبة الشعب والذي أوصل بدوره 50 نائباً في أربع انتخابات مختلفة، ومخرجات سادت عليها طابع التغير والرغبة في انتشال واقع البلد للأفضل، الا ان تلك الرسائل مازالت حائرة في تشكيل مثالي يتوافق و يتوائم مع كلمة الأمة في مخرجات ممثليها.

ها هي الحكومة العاشرة في طور التشكيل، في اللمسات الأخيرة الا ان الوزير المحلل يبقى حجر العثرة في كل تشكيل في اطالة مدة تكوين الفريق الحكومي، للعلم المسبق بأن الحكومة لن تدوم طويلاً وكما وضع النواب ذلك الشعار (الانتحار السياسي) في الدخول كوزير محلل، يبقى العزوف شعاراً مجمع عليه أغلبية النواب، مما يسبب ذلك التعطيل في بناء أعضاء الحكومة، والتي تستند عليها وفق الدستور ان يكون من ضمنها وزيراً محللاً من رحِم الأمة، وتستمر تلك التداولات وتلك التكهنات في أسماء متعددة، ليأتي رد أصحابها بعدم صحة ذلك وتستمر العملية، ليبقى الوزير المحلل في التسع حكومات الماضية في ظرف اربع سنوات حجر عثرة بعد الاخفاقات المتكررة في فهم رسالة الشعب، وحل مجلس الأمة المتكرر ومعرفة ما سيحول له الواقع الحكومي الروتيني، مما يجعل (المحلل) كتاباً مغلقاً غير مقروء حتى اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة، مما يجعل رئيس الوزراء الحالي دقيقاً في اختياراته، مجداً وعازماً على تغير الفلسفات السابقة التي تعطي ذلك الانطباع في 9 حكومات، منها من لم تأخذ وقتها الكافي ومنها من تكبدت مصير الحل والأبطّال والعودة من جديد للمربع الأول.

على الحكومة رسم خارطة جديدة بما يخص الوزير المحلل، وتغير تلك الانطباعات السلبية المأخوذة لدى الجميع، بتبني تلك الفلسفات التي تخدم الشعب والمواطنين، والاستمرار على نهج التنمية والتقدم وعدم التردد في القرار، الحزم والعزم الذي يولد انطباعاً ايجابياً غير سلبي تم زراعته في ظل اربع سنوات مع كثرة الخطط والاستراتيجيات، التي تتبدل وتتغير مما يجعل الثبات غائباً وفقاً لمستجدات المرحلة الغير مقروءة من قبل الحكومة، فالشعب قال كلمته وأوصلها بكل وضوح، عدم قراءتها لا يزيد المشهد الا تعطيلاً وتراجعاً، وفق الله الجميع لخدمة هذا البلد المعطاء، حكومةً ومجلس لتحقيق الوفاق والبعد عن التلاعب والنفاق، ووضع مصلحة الكويت أولاً وأخيراً ودفع عجلة التنمية والنماء فلا مزيد من الانتظار والبقاء، حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.