خطاب تاريخي ..واستجابات فورية
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
لم يكن خطاب العاشر من مايو عادياً، فقد شخص سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه الوضع السياسي المتكهرب، والمضطرب منذ انتهاء انتخابات أمة 2024، في تصريحات وتجاذبات مابين شد ورد، وتدخلات في صميم اختصاصات سمو الأمير وغيرها من المهاترات، التي كما شخصها سموه خرجت عن ايطار الدستور وفحواه، لتصل إلى لغة التهديد والوعيد مابين استجواب، وترصد اذا ما أُعيد وزير الداخلية لمنصبه مرة أُخرى، وغيرها من التداخلات التي أعطى لها الأمير فرصة فلم تُستغل خير استغلال من نواب الأمة، بل قُبلت بتلك الهجمات والتصريحات والتهديدات التي ما كان ينبغي لها أن تكون في زيادة المشهد السياسي تعقيداً، وتعميق انفاق التوتر التي ما كان يجب أن تُعمق من خلال طاولة حوار ودبلوماسية كان لزاماً على الاعضاء المنتخبين أن يسلكوها بكل منطق وروية.
جاءت الكلمات شديدة اللهجة، وتطرقت للعديد من الجوانب في حماية مصالح الدولة العليا، في سبق تاريخي لعمق الكلمات وشدتها في وصول المرحلة لعنق الزجاجة، والتي تتطلب تدخلاً مبكراً قبل فوات الأوان لدخول البلاد لنفق مظلم، يسود به الاختلاف والخلاف بين تطلعات السلطة ونواب مجلس الأمة، والتي تحتكم للكلمة السواء وطاولة حوار وتأني في اتخاذ التصريحات والتهديد والوعيد، الذي جعل سمو الأمير بأن يتخذ من كلماته أفعالاً وخارطة للقادم من السنوات عبر حل مجلس الأمة وتعليق بعض مواد الدستور واعادة دراستها، لوقف هذا النزيف المتواصل من قبل بعض النواب، بدلاً من التطرق لمصالح الشعب وتنمية البلد والتي هي أولى من هجوم شخصاني وتصفية حسابات يجب أن تندحر مقابل مصلحة الكويت وأهلها ومصالحها العليا التي يجب أن تكون هدفاً للجميع بدون استثناء، فالكويت هي البقاء وما عداها سيزول وينعدم.
للخطاب السامي أثره البليغ على كافة أطياف الشعب الكويتي، فلم تغب صور سموه والالتفاف حوله في وسائل التواصل الاجتماعي، والسمع والطاعة لخارطة الطريق الجديدة، ومبادلة سموه البيعة والاتباع حرصاً لمصالح الكويت ووحدتها، والتي بلا شك صمام أمانها بعد الله عزوجل قائد مسيرتها وحكيمها سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وسدد للخير خطاه وممشاه، وبارك له في ما يتخذه من خطوات واجراءات وضعها نصب عينيه عرفاناً وحباً للكويت وأهلها الطيبين المخلصين من كافة التوجهات والأطياف والانتماءات.
فبعد خطاب سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يبقى التفاف الشعب حوله وتأييده نهجاً قويماً لمًا تتطلبه المرحلة الحالية من حساسية، تتطلب تدخلاً جراحياً على المستوى السياسي كما فعل سموه، راسماً نهجاً جديداً يجعل من الكويت وجهاً مشرقاً ينعم به المجتمع بما يتمنى ويطمح له وتحقيق العدالة لجميع أفراده.
في المشهد الحالي، واجباً بل لزاماً على الجميع عدم تداول ما هو غير صحيح، وتلك الرسائل التي تزيد من احتقان الأوضاع والتوجهات، الاستقرار والتأني والتثبت بما يُنقل ويُتداول هو ديدن المواطن السوي الحكيم، الذي يقدم مصلحة بلاده على ما عداها من المصالح، ايماناً بما تستحقه المرحلة الحالية من بناء وحكمة، تحتاج اليقظة والالتفاف حول القيادة السياسية التي رسمت أبعاد المرحلة القادمة، فما هي الا خطوات تلوها خطوات تشتمل على مصلحة الكويت وابعادها عن صراعات داخلية يجب أن تقف حرصاً على هذا الكيان الأوحد والأمثل كويت العز والبقاء والانتماء، حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها وكل من يسكن أرضها الطاهرة من كل سوء.