كارثة المنقف…دروس وعبر
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
كانت فاجعة عمارة المنقف العمالية شديدة على الجميع، من ما حصل وفُجع فيها من الضحايا والمصابين، مع هذا الصيف الملتهب شديد الحرارة تكثر تلك الحرائق يوماً بعد يوم، فكما رصدنا توالي الحرائق بشكل شبه يومي بعد تلك الحادثة، في اشارة ودلالة على ما يجب على الجميع اتباعه وأخذه من ترشيد للطاقة وطرق التخزين، وسوء توزيع الغرف العمالية وغيرها من أطر ومبادئ السلامة، التي تفتقدها الكثير من المباني والمنشآت، وهذا ما يجب ان يتخذه كل صاحب شركة وعمل عمالي، وان يتذكر بأن للبشر حقوق وكرامة يجب أن تُحترم وان تكون فوق كل اعتبار.
لسنا بصدد توجيه الاتهام ومحاسبة فرداً بعينه، وانما بصدد توجيه رسالة شكر لرجال الداخلية والاطفاء والبلدية على المجهود الجبار الذي بذلوه، مع درجات الحرارة القياسية وسرعة اخماد الحريق وتعاون الجميع وفق خطط مدروسة وعملية، كانت تلك البسالة والاشادة المستحقة لجميع رجالنا بمختلف القطاعات، ونقولهم عساكم على القوة وخدمة هذا الوطن المعطاء بمواطنيه ومقيميه دائماً وأبداً.
ما حدث في منطقة المنقف في محافظة الأحمدي أخذ صداه المحلي والعالمي كذلك بشكل واسع، وبحكم الغالبية من الضحايا ان لم تكن مجملها من الجالية الهندية، فقد رأينا تلك الزيارات والتعقيبات من السفارة الهندية في البلاد، وغيرها من البيانات التي تواسي فيها أُسر ضحايا رعاياها، وما كانت نتيجة ذلك والذي وبعد التحقيق تبين أنه تماس كهربائي في غرفة حارس البناية، الا انه أمتدت بسبب تكدس اسطوانات الغاز ومواد أُخرى زادت من تمدد النيران واشتعالها، مما شكل هذه الكارثة بأن تتمدد وتتسع، ليذهب ضحيتها قرابة 45 شخصاً ناهيكم عن الاصابات ومن هم يتلقون العلاج في المستشفيات نسأل الله بأن يرحم الأموات ويشافي المصابين بقدرته وتدبيره سبحانه.
فكانت خطوات الحكومة واضحة بعد هذه الحادثة في تطويق المخالفات بحملة واسعة، يقودها وزير الداخلية برفقة وزيرة البلدية وجميع الجهات ذات الصلة، في تفكيك كل من يتمادى على القانون وتسول له نفسه في العبث في النفوس والممتلكات بطرق غير قانونية، لمصالحه وأمواله، فكانت تلك الحملة شديدة وسريعة ومستمرة، تقطع دابر المخالفين، وتحفظ سلامة الجميع وتحقق المصلحة العامة، ونتمنى ان تكون على الجميع وعدم النظر لمصلحة وأسم بعينه في ذلك.
لم تتوانى قيادتنا الحكيمة عن توفير وتلبية كل مطالبات الجانب الهندي في ذلك، في نقل جثث الضحايا إلى مسقط رأسهم في بلادهم، وتلك المكرمة الاميرية لجميع أُسر الضحايا، مع توفير طائرات عسكرية خاصة لنقل تلك الجثث، في انخراط واضح وجلي لحكمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في تعليماته المباشرة لوزير الداخلية في تنفيذ ذلك، لتأكد الكويت بأنها مع الجميع ومهما ساءت الظروف المحيطة، تبقى الكويت واحةً للعطاء والانسانية والوقوف مع المتضرر، الذي يحتاج الوقفة والسند ليعبر تلك المحن والظروف التي باذن الله يُعرف متسببها وتُزال تعدياتها وفق الأُطر القانونية المنظمة لذلك من قبل الجهات المختصة.
اللهم أحفظ الكويت ومن عليها من كل شر ومكروه، وأحفظ هذا البلد من كل محنة وضرر وسائر بلدان المسلمين.