أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - رفقاً بالقوارير

رفقاً بالقوارير

رفقاً بالقوارير

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

كثيرة هي صور اضطهاد المرأة، في صور يومية تتكرر مع كل صباح من قتل وظلم وتنكيل مِن مَن يسمون نفسهم بالرجال، في استغلال ذلك الضعف الذي جعله الله فطرياً في خلق المرأة وطبيعتها، ويظل الرجل حائراً ما بين فهم طبيعتها وما سخره الله لها من قدرات وطبيعة تحكمها، فلم يجعل الله تلك الفطرة والتبادل الوجداني والمشاركة وتبادل الأدوار عبثاً، بل جعله دوراً محورياً لطبيعة كل من المرأة والرجل، وما على كل زوج وزوجة، وأخ وأخت وولد وأم، وكل ما هو يدور في هذا الفلك من علاقات مباشرة ينبغي أن يكون في المقام الأول احترام كل الوجهات وعدم تهميش ما يتطلع عليه الآخر بمختلف المواضيع وشتى الأمور.

كثيرة هي صور استغلال النساء، وعدم اكتراث ما تختص بها شخصيتها وطبيعتها من خصائص، فلم يعد غريباً رؤية تلك الجرائم المتكررة، بمختلف أشكالها في حقها لعدم فهم ودراية الرجل بمزيد من طبيعة دهاليزها وطرق فهم الحوار وكيفية التعاطي مع مختلف النقاط المشتركة والغير مشتركة، والتي هي تمثل تجارب المرء في هذه الحياة، وربطها مع الطبيعة الفطرية وعدم التفرد في القرار الا بتقبل الآخر، واحترام رأيه، مهما كثرت المشاكل وأستحلت تبقى الحكمة والموضوعية حكماً في علاجها، والتهور والاستفراد في فرض العضلات وما يصحبها من عنف لا يُستحق الا بالعقل والكلمة السواء والتي تميز الانسان السوي عن غيره في حياته ومجمل أفعاله وأقواله، التي تعكس ذاته السوية المحكمة والمرتبطة بنفس المؤمن المحب لذاته وذوات من حوله من نساء، يستوجب بناء تلك الجسور لفهم وتوظيف سبل التعايش لا سيما ما تدعوا إليه الشريعة السمحاء.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فَإِنَّ المرأة خُلِقَتْ مِن ضِلعٍ، وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإن تركته، لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء»(رواه مسلم)

فمعاني الكلمات تتمثل بالآتي:
اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا:
أي: اقبلوا وصيتي بالنساء واعملوا بها.
خُلِقَتْ مِنْ ضِلعٍ:
أي: خُلِقن خَلْقا فيه اعوجاج تخالف به الرجل.
وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ:
اي: مبالغة في إثبات الاعوجاج.
الضلع:
أي : الاعوجاج.

من فوائد هذا الحديث الشريف:
1. توجيه لمعاملة النساء بالتسامح والصبر.
2. رعاية الإسلام بالمرأة، وفي رعايتها محافظة على سلامة المجتمع.
3. الإشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم -عليهما السلام-.
4. توجيه الرجال بتحمل ما قد يظهر من النساء من تصرفات؛ لأنهم أقدر على الاحتمال والصبر منهن.
5. أهمية معرفة المربي لطبيعة من أراد تقويمه وتهذيبه، وهذه المعرفة من المعينات على أداء المهام التربوية والدعوية.
6. تكرار الوصية بالنساء توكيد على ضرورتها؛ وذلك لضعفهن واحتياجهن إلى من يقوم بأمرهن.

هكذا هي شريعتنا السمحاء، دستوراً حياتياً ينظم كافة أمور هذه الحياة، فعلى الرجل وكذلك المرأة ان تراعي وتحمد الله على كل رجل أبناً كان ام زوجاً أو أخاً، ما اذا كان ذات طبيعة وشخصية تتمثل فعلاً بصفات الرجل المعطاء والمتكامل، نسأل الله بأن يهدي كل من أنحرف عن جادة الحلم والصواب، ان يرجع لجادة الصبر والثواب وان يرزق الجميع الود والتحاب انه ولي ذلك والقادر عليه.

تعليقات
مشابهه لـ رفقاً بالقوارير