أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - نعمة الأوطان

نعمة الأوطان

نعمة الأوطان

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

مع مرور الذكرى ال 34 للغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت، نستذكر قيمة الوطن وما يعنيه ذلك الكيان الكبير للانسان من انتماء وبقاء، يعكس هويته وديمومة عطاءه في معترك هذه الحياة الصعبة، وما تعانيه الشعوب من حولنا من هجرة وحروب طُمست بها البلدان ودُمرت في فترات طويلة من الزمن، مما يعكس ذلك الشعور الذي سبق وان عشناه في فترة 6 شهور، بفضل من الله ومن ثم الدول الشقيقة والصديقة التي كانت واقفة مع العدل والانصاف، مما أثمر عودة الوطن لمواطنيه واستئصال شعور فقدان الوطن الذي دب في النفوس، الا ان بقاءه لم يغب في فترة قصيرة من الزمن، طويلة في المعنى والآثر الذي يجعل الاحساس بجميع المظلومين وفاقدي الأوطان بشكل مباشر وجلي، مما يجعل هذه النعمة التي تستوجب الاهتمام والشكر، والالتفاف حول قادته ومصالحه على الدوام وفي كل الأحوال.

ما تعانيه كافة الشعوب والدول المنكوبة، من ظلم وبطش ودمار يحقق لشعوبها ذلك اليأس والضياع من غير وطن، يكون حضن جامع ودرع رادع لظروف هذه الحياة واجتياح سياسة القوي على الضعيف، تمكن الانسان من استشعار جميع النعم المختلفة من حوله، ومناصرة أخوانه ودعمهم وعدم نسيان رابطة الدين والتي هي الأساس في عدم خذلان المسلم للمسلم ولو بالدعاء، مما يجعل الأمة في بوثقة الترابط والتلاحم الذي تستحقه ويجب السير عليه، فالأوطان كافة هي نعمة الانسان الدائمة، فلا عيش ولا تقدم من غير وطن واستقرار، يجعل من الانسان محطة للتقدم والازدهار، والسعي والنماء لبناء هذه الأرض، فكم من أرض مسلوبة وهوية مطموسة بتكالب الأمم على بعضها البعض، بالمال والقوة التي جعلت من القوانين والأحكام رمزاً للبقاء، وهذا ما تعانيه كافة الدول المضطهدة والموجوعة، وبالأخص الاسلامية منها عجل الله في نصرتها واعلاء كلمتها.

ان استشعار نعمة الوطن، واجب ديني وشرعي يستوجب شكر الله الدائم عليه، فنعمه التي لا تُحصى كثيرة وأهمها الوطن، ذلك الكيان الجامع الملبي لكافة احتياجات الانسان والذي تنطلق منها كل أواصر هذه الحياة وتفاصيلها، التي لا تُستكمل من غير قاعدة الوطن والاستقرار، وبذل الغالي والنفيس للمحافظة عليه والذود عنه، وعدم الانتقاص منه في كافة الظروف والأحوال المحيطة، فبقاء الوطن هو الشعار الدائم للأجيال المتعاقبة، وما دونه زائل وذاهب، يتبدل ويتغير الا ان الوطن تلك النعمة التي تستوجب الشكر لكي تدوم بالأمن والأمان والاستقرار وفق قادة حكماء وشعوب أوفياء لا تغيرهم مسببات ولا تعتريهم متغيرات ليبقى الوطن ويستمر.

ان الأوطان تُعمر بشعوبها، وكل من يسكن على أراضيها ومحافظاً عليها، بالعمل والإخلاص وتسخير كافة الامكانيات التي تُعلي من شؤونها وترفع مكانتها، من أدق التفاصيل إلى أكبرها عرفاناً لما تمثله هذه النعمة من معنى وواقع، لا يُرى اثره الا في الأزمات والحروب، وهذا ما يستشعره من ذاق ويلات الحرب والاعتداء الذي يجعل من الشعوب ذلك الاحساس المباشر لكيفية عدم وجود وطن، مما يصبح لزاماً لتقدير ذلك والحفاظ عليه، ومناصرة المظلومين في كل أرجاء المعمورة ومشاطرتهم النصرة والثبات لا سيما المسلمين منهم، وهم الاخوان والأشقاء والأصحاب الذين لهم حقاً وواجب علينا، لكي يستردوا حقوقهم وأوطانهم، بمعية الله وتوفيقه جل شأنه عزوجل، اللهم أحفظ لنا أوطاننا وأنصر أخوانا المستضعفين في كل مكان، وأحقن دمائهم وصن أعراضهم فمنا الدعاء وعليك الاجابة فأنك نعمة المجيب.

تعليقات
مشابهه لـ نعمة الأوطان