أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - الذباب الإلكتروني…والإشاعات

الذباب الإلكتروني…والإشاعات

الذباب الإلكتروني…والإشاعات

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

كثيرة هي الأخبار المتداولة، محلية كانت أم خارجية في تسليط الضوء على أحداث ربما حدثت ولكن ليس كما تم سرده في الخبر، أو لم يحدث أساساً وتم تلميعه ووضعه في خبر ينتشر كانتشار النار في الهشيم، والتركيز على تلك الاخبار التي تمس الأوساط بشكل مباشر، وتلامس الانسان لمحيطه المختلف والمختلط بما هو يجاري أوساطه الشخصية تارة، والاقليمية تارةً أُخرى مما يشكل ذلك التلامس واستقبال تلك الكمية من الاخبار والكثير منها دون مصدر، مما يجعل التثبت والاحتكام للحكمة والمنطق القويم لتدارس وتلقي كل ما نتلقاه يومياً في وسائل التواصل الاجتماعي على الوجه الخصوص، وقطع دابر المخربين وأصحاب التشويش لخدمة اجندات خاصة، ولبث تلك الاشارات التي كثير منها غير واقعية في نفوس المجتمعات.


في ظل هذا العالم المتلاطم، من شبكات وخدمات اخبارية وحسابات وهمية، يبقى الانسان هو حكيم نفسه في الترويج لها أو الكف عنها، وتغليب المصلحة العامة وتسكير تلك الطرق التي بلا شك لها اهدافها في تخريب المجتمعات وزرع تلك الألغام في تشتيته وتشويشه، بمختلف ما يتداول من أخبار وكذلك معلومات غير دقيقة، تُنقل لواحد تلو الآخر لتصل لعنان السماء، وتنتشر وهي مجهولة المصدر وكذلك الكيفية لما تحتويه من رسالة ومضمون، وأكثر المستفيدين من ذلك تلك الحسابات المزعومة والجهات الممولة لما تواجدت من أجله، فما ينبغي على المستقبل الا التثبت أولاً من الجهات المعتمدة، ومن ثم تحكيم العقل في تداولها من عدمها لتمكين الأمان والثقة في نفوس المتلقين.

ان ابجديات العمل الاخباري والصحفي ان صح المعنى، هو الامانة في النقل والدقة في السرد، وعدم زيادة الخبر بتلك الزيادات الغير مطروحة، او صياغة الخبر بطريقة مختلفة لغرض زيادة المتابعين واثارة الجدل، وهو بعيد كل البعد عن الحقيقة المفترض ان تكون وتتواجد على الساحة الالكترونية والمنصات الاعلامية، وتلك هي الامانة المطلقة التي يجب ان يتحلى بها كل من يدخل هذا المعترك وان لا يكون غير مسؤول ولا حكيم في التثبت من عدمه، ليسود الاستقرار والامان في نفوس المتلقين في هذا العالم الكبير المليئ بالكذب والتدليس وظلم الآخرين.

فهذا بالأخير ينطلق من خطوط الدين والامانة التي تدعوا لها شريعتنا السمحاء، فالاشاعات خطيرة وهي ألغام المجتمعات في كيفية زعزعتها وتدميرها وتضارب الأفراد في ما بينهم لواقع مختلق من العدم.

حفظ الله مجتمعاتنا وأوطاننا من شر ذلك الأمر، وجعل الحكمة والمصلحة العامة فوق كل اعتبار.

تعليقات
مشابهه لـ الذباب الإلكتروني…والإشاعات