الجرائم…بين مطرقة النفس وسندان الضمير
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
لا تخلوا المجتمعات من الجرائم والاعتداءات، وتلك التعديات سواء على النفس أو المال أو الممتلكات، فلا يوجد مجتمع مثالي البته، وهذه سنة الله في خلقه في تنوع النفوس واختبار ذلك الانسان في شره وخيره بعد ان اتاه اليقين وطرق كل من الشر والخير، وتبقى النفس مترنحة في ما بينهما تاركه الانسان يخوض صراع النفس وأطماعها، التي لا تقيدها الا تعاليم هذا الدين القويم، ومن ثم مجموعة قوانين تضبط وتربط كل ماهو خارج المنطق والصواب، والذي نراه يومياً عبر الوسائل المسموعة والمقروءة من أشخاص غلب عليهم هوى النفس بالأضرار بالمصالح العامة، أو أزهاق الأرواح لا سيما تلك التي تكمن بين الأقارب، مما يضع تلك الممارسات اذا تفشت خطراً بلا شك، يستوجب الأستيقاف ودراسة تلك الممارسات ووضع علاج لها وان صعب ذلك، ولكن يبقى من باب الأخذ بالأسباب والعمل لها، وهُنا يكمن دور المربين والأُسر وأهل الاختصاص في التثقيف والارشاد لكل تلك الممارسات التي لا تتقبلها النفس البشرية السوية والمستقيمة.
بتلك الممارسات والتي تؤكد بأن تلك النفس اللوامة هي طريق الانسان للفساد والإفساد، الذي تتخذه النفوس في نشر تلك المغالطات والممارسات في أرجاء المجتمع، مما يولد تلك التوجهات لا سيما في الجيل الجديد من عنف وتمادي يصنع منهم ناس غير أسوياء في المستقبل، مولدين تلك الطباع الغير سوية، زارعين في المجتمع تلك البذور الفاسدة والتي تضر المجتمع على المدى القريب، مما لا يجعل المختصين وأصحاب المعالجة والتبحر في ميلان النفس للعدوانية والشر، في مختلف صوره راسمين تلك الوجهات وتلك التطلعات المستمدة من الدين والأخلاق التي بدورها ترسم حياة ومجتمع خالياً من الجرائم تسوده الأخلاق والثبات الذي يغلفها من بعد تلك القوانين ونواميس المجتمع المتكامل الراقي.
لابد من التصدي لكل فساد منتشر، ويبدأ من المنزل ومن الأُسر في رعاية أبناءها وتربيتهم التربية الصحيحة المبنية على الدين وخطى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، في التعامل مع الآخرين والمحافظة على المصالح العامة، وعدم الفجور في الخصومة والحسد والبغضاء الذي بلا شك يولد ذلك التشاحن وتلك النيران التي ان تولدت، صاحبتها همزات الشياطين والعواقب الغير محمودة.
يبقى التمسك بالدين وخطى الرسول من خلال تعاليمه وسنته، سبيل الانسان للنجاة بنفسه وأهله ومجتمعه، متسلحاً بأعظم الخصال، متحلياً بأجمل الصفات، متخذاً أنبل المكارم والأخلاق التي تولد بالنفس ذلك الحلّم، وذلك الضمير الذي ينبض بالانسانية والهدوء والاستقرار والطمأنينة، التي تعكس في المجتمع ككل تلك الراحة وذلك الاستقرار الذي تنعكس اثاره على جميع أفراده، ليسود فيه العمل الصالح والبناء والتوافق، الذي يسهم في تحقيق غايات رب العالمين في خلقه الا وهما عبادته عزوجل وعمارة هذه الأرض.