ثروة الإنسان .. طلال سعود المخيزيم
ثروة الإنسان .. طلال سعود المخيزيم
[email protected]
كثيرة هي مطالب الإنسان في هذه الحياة، من مركز وجاه وثروة وغيرها، وتلك المسلمات التي يطمح لها كل انسان في هذه الدنيا الفانية، وما ان تنقضي ينقضي معها كل تلك الأبواب، ويبدأ الحساب وتتوقف الأعمال الا من ثلاث كما ذكر عليه الصلاة والسلام (اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث علم ينتفع فيه أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعوا له).
الانسان الحقيقي هو من يملك النظرة البعيدة، التي يحط بها رحاله نحو خصال دائمة لما بعد الممات، من سمعة طيبة وتعامل وصحيفة بيضاء ناصعة بين الناس، يضربون بها المثل ويذكرونه بالخير على ما فعل وغرس، من تواضع وحسن أخلاق وغيرها من الفضائل العديدة، التي هي نبراس للآخرة قبل الدنيا في الوصول إلى مراتب الجنان والعفو والغفران، باذنه تعالى.
لو فكر الانسان ماذا سيجنيه بعد الممات، ووضع تلك الخصال في المقام الأول لكان أنسب من خوض معارك وخصومات لربما كانت سبباً لبث الكراهية والفرقى، ورسم تلك الخيوط السوداء على مر الأيام التي لا تُنسى وستظل ملاصقة لصاحبها، أين ما حل وارتحل بالسوء بدلاً من الخير واللين والتسهيل والنفس الراضية لما مقدر لها من خير وشر.
مردود الخصال الحميدة، موروث مضيئ لكل من يتبع الانسان بعد مماته، من سمعة وأخلاق طيبة يضرب بها المثل ويكون أفراده فخوريين ومعتزين بهذا الأرث، الذي حرص عليه الانسان طيلة حياته، وبالأخص هؤلاء المسؤولين وأصحاب المراكز لارتباطهم في مصالح وتعاملات الكثير، من تصعيب واستنزاف في التعامل مما يولد شحن وبغضاء بدلاً من ذكرى طيبة يرسمها وموروث لين هين يكون له رصيد في ما بعد، وهذا ما ينبغي التفكير به على الدوام فالدنيا لا تعدل جناح بعوضة عند رب العالمين فلا حاجة لتلك الخصال الغير مرحب بها لصاحبها بعد ان يغادر المنصب أو يتوفاه الله.
ليكن الشعار دائما اللين والأخلاق وسهولة القول والفعل، فمن يسلك طريقاً غير ذلك فهناك الأطر القانونية والجهات الرقابية، لا تحتاج من الانسان الا رسم ما يريد ان يذكره الناس فيه، من خصال عديدة ترسم تلك السمعة الفطرية الطيبة التي تسبق صاحبها، وتلك الذكرى المحمودة التي يدعي الناس لها لا عليها، فحق الناس مطلوب كما لله حقوق، فالتكامل مطلوب لتحقيق الفوز الحقيقي والنجاة السعيدة.
متى ما كان الإنسان ذي نظرة ثاقبة، متى ما حصل على مصلحته الابدية بعيداً عن عثرات وشهوات هذه الدنيا المؤقتة، واضعاً الهدف الأسمى والمنشود دائماً وهي ثروة الانسان المسلم الحقيقية في تعاملاته وعلاقاته وأخلاقة ونزاهته ولينه مع الناس كافة.
مشابهه لـ ثروة الإنسان .. طلال سعود المخيزيم