أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - الحروب الفكرية

الحروب الفكرية

الحروب الفكرية

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

تستمر الحملات الفكرية في غزو المجتمعات، وبالأخص المسلمة لتغيير ذلك النظام الذي رسمه الله تعالى لدينه والناس أجمعين، من صراط مستقيم يستقم به الإنسان ويحظى على كرامته وراحته، وعموم جوانب حياته من غير افراط ولا تفريط، راسماً له الحقوق والواجبات، والمستحبات والمحرمات، التي تؤسس للمؤمن أرضاً خصبة للحياة السعيدة في الدنيا وكذلك الآخرة، كما ينبغي للفطرة السليمة والفكر القويم أن يستقيم، في مسلمات آذن بها الرحمٰن للبشرية جمعاء، فلا تستقم بها الحياة الا من خلالها.

الضربات الفكرية، وتشويه القدوات، وأستسهال الغير مألوف، أصبح واضحاً للعلن بشكل صريح، لم يُعد هناك سقف محدد، ولا عالم مغلق، كل ماهو موجود بالمتناول من أفكار وأيدولوجيات دخيلة لا نجد لها مصدراً الا جهات خفية، تريد تدمير الشباب والبنات، وجعلهم أدوات لتغير منهجية ودين وفطرة وكل ما يجوب حول تلك الركائز، التي تحتاج اليوم إلى يقظة الأب وكذلك الأم، وكل من يهمه الأمر في تربية وحماية ومتابعة لتلك التغيرات التي فُرضت فرضاً تحت ذريعة حقوق الأنسان، وهي بعيدة عن الأنسان وأقرب للبهائم التي كرم الله الإنسان عنها بالعقل والتفكير الذي يجب أن يميز بين الصح والخطأ، والمألوف والغير مألوف، والمحرم والمباح، فأختلط الحابل بالنابل وأصبح الشاب والشابة في مقتبل العمر في صراع مع مشروع الغرب والماسونية العالمية في القضاء على المجتمعات المسلمة، المحافظة على تعاليم دينها متمسكة بشريعة رب العالمين وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

لا يمكن لتلك الحروب النمطية، أن تمر مرور الكرام، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، لطالما كان عزوجل حافظاً لدينه وشريعته وسنته في الحياة، ومن ثم يأتي المؤمن والمسلم في تدعيم تلك الأصول وحماية المجتمع بما يملك من أدوات للذود عنه وتبيان الخريطة الفطرية والتعاليم السمحة التي بدورها تُذكر من هم مستهدفون بأن الواقع أصبح معركة، للزج بهم وفق أهواء ليس الا، وتدليس لم يأتي الا في زمن الأنبياء والجاهلية، التي أتت من جديد ويجب التصدي لها.

في زماننا الحالي، أجتمعت أفعال قوم لوط وهامان وفرعون، في كرة ثلج تتدحرج فما السبيل في ايقافها الا بالتمسك بالعروة الوثقى وتأسيس حصون للتصدي لها، وخير ما يبدأ به الانسان نفسه وأهله، فالأسرة لبنة من لبنات المجتمع أن صلحت صلح المجتمع وتكامل وتخالق بالأخلاق والرؤية السليمة التي تُحارب تلك الأفعال بالفطرة، من غير ايعاز من أحد، وهذا ما ينبغي لنكون مطمئنين على عدم وجود خسائر فادحة وسلامة الأفكار والمعتقدات وفقاً لما شرع لها خالق الكون عزوجل.

اليوم الدور كبير، على المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والإرشادية، في تقويم وتدعيم أصول العقائد والفطرة والدين، فالدور عليكم مضاعف كما هو الدور مضاعف أكثر على الأبوين، فنسأل الله أن يحفظنا بحفظه وأن يكفي هذه الأمة شر الخلق وفساد معتقداتهم.

تعليقات
مشابهه لـ الحروب الفكرية