الانتخابات الأمريكية…وانعكاساتها الشرق أوسطية

طلال سعود المخيزيم
‏ [email protected]

أنتهت الانتخابات الأمريكية واختار الشعب الأمريكي رئيسه القادم، مابين صراع يتكرر كل أربع سنوات بين الحزب الجمهوري والديمقراطي في منافسة تكتض بالتصريحات وتكريس السياسة الأمريكية في أفضل صورها، في القادم من السنوات لما يخدم الشعب الأمريكي ومصالح أمريكا في المنطقة، وتلك الشعارات الرنانة والتي ما ان تنتهي الانتخابات الرئاسية تلتف حولها المنهجية الفردية القائمة على الحزب الرئيسي وذلك اللوبي الداخلي الذي يعزز تلك المصالح بمزيد من الدمار والخراب ودعم الحروب، وتفكيك الدول لمصالحها العليا، وتبقى دول العالم حائرة مابين رؤساء تلك الدولة مابين وجه جديد أو قديم، وتبقى السياسة وحدة وان اختلفت الطرق في تكريس تلك السياسات والفلسفات، ولعلى أهمها سياسة (فرق تسُد).

أفرزت الانتخابات الأمريكية فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وخسارة المرشحة الديمُقراطية كامالا هاريس في توجه واضح من الشعب الأميركي للتغير، لما عانى منه طيلة الاربع سنوات الماضية، في ادارة لم يلقي بظلالها الرئيس السابق جو بايدن الا بالتراجع والحروب واتخاذ العالم أجمع نظرة سوداوية لما تتخذه الولايات المتحدة من سياسات، لا سيما حرب غزة ودعمها اللامتناهي للكيان الصهيوني المجرم، في التنكيل واستمرار قتل الأبرياء من أطفال ونساء، واشتعال تلك البقعة المباركة بدمار شامل طال الأرواح والمباني والعمران، ومع ظل شجب المجتمع الدولي وادانته، الا انه استمر خانعاً ومسلماً للكيان في بطشه واجرامه، وهذا ما اعطى الصورة الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية في تناقض سياساتها، علاوة على السياسات الداخلية التي فرقت المجتمع الأميركي وجعلت الكثير يتخذ مواقف مضادة لسياسات فردية ومكابرة وضعت الادارة السابقة في مرمى النقد، وهذا ما انعكس جلياً في نتائج الانتخابات الأخيرة.

مهما كانت السياسات، لرؤساء سابقين ومقبلين فأن مصيرها للزوال، خصوصا اذا خالفت المنطق الانساني والدولي في تعاملها، والدعم لكل ما يحرم المجتمعات من حق العيش الكريم، فعلى مدار عقود لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تتخذ سياساتها في المنطقة عنوةً عبر زرع قواعدها وبث نفوذها، الذي بدورها تسيطر على منظومة التحكم، فبتالي اشعال الحروب او اطفاءها تتم بطرق مختلفة، وهذا ما تتخذه السياسات الامريكية على مر العقود، ويبقى السؤال قائماً هل الرئيس المُعاد دونالد ترامب سيتخذ سياسة مغايرة؟ تبقى الأيام كفيلة بذلك والشهور القادمة هي من تكشف لنا حقيقة الادارة الامريكية وسياساتها الثابته والدائمة.