النوخذة Alnokhitha - مقالات - الثورة السورية… والموقف الكويتي الثابت

الثورة السورية… والموقف الكويتي الثابت الثورة السورية… والموقف الكويتي الثابت
التصنيف:
مقالات

الثورة السورية… والموقف الكويتي الثابت

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

منذ اندلاع الثورة السورية من قبل الشعب، على النظام الأسدي المجرم والظالم، كانت مواقف الدول متفاوته حسب مصالحها وأطماعها في المنطقة، في اختلاف الأراء ووجهات النظر بين مقاطعة هذا النظام والنظر لطموحات وتطلعات الشعب، وبين من يرى النظام هو الكفيل لاستمرار الدولة، وان كان على حقوق ومكتسبات الشعب في العيش الكريم وأبسط حقوقه اليومية، فمن بين تلك المواقف التي تفخر بها دولتنا الحبيبة الكويت، فمنذ ذلك الوقت الى سقوط النظام قبل أيام، وهي في حالة مقاطعة تامة وتستذكر كلمة الشيخ الراحل صباح الأحمد طيب الله ثراه في أول قمة بعد الأزمة السورية بتمسكه بأواصر الشعب السوري وهي الكفيل في تقرير مصيره، وما يتطلع إليه من مستقبل وبناء يأكد بأن الكويت وفق ذلك النطاق جملةً وتفصيلاً، مؤكداً رحمه الله بأن الكويت هي منارة الشعوب المضطهدة ووقوفها الدائم بجنب كل شعوب العالم في ما تراه مناسباً لتقرير مصيرها، متى ما كان النظام جائراً متسمكاً بفنون الاجرام والبطش والتنكيل بشعبه ومجتمعه.

ليش بغريباً ذلك التوجه السياسي الكويتي، الذي يمثل بعد نظر ثاقب واضح، فعلى مدار ال 14 سنة لم تتنازل الكويت عن ذلك البعد السياسي لنظام لم يعرف الا الدمار والضياع لشعبه، من لاجئين في كل الدول، إلى ضحايا ومسجونين بالملايين، الى اقتصاد منهار تماماً وضع سوريا في مؤخرة الدول في كافة الاحصائيات الاقتصادية والسياسية والأمنية، مما يجعل الوضع غير قابل للتعايش الا بصفحة جديدة يتعاون بها النظام لاعادة احياء سوريا وفق نظرة جديدة، الا انه ارتضى وعلى مدار تلك السنوات بكبريائه واستمراره الى ان سقط في 8-12 -2024 الماضي بالهروب الى روسيا، وتسليم مقاليد السلطة للشعب السوري الحر لتقرير مصيره وانتخاب حكومة انتقالية يدير بها الدولة وفق سياسات آن لها الآوان ان تترجم واقعاً ينتشل سوريا وشعبها الكبير في كل انحاء العالم، وعودتهم لوطنهم الأصلي وبذل الغالي والنفيس لاعادة سوريا واعمارها بعد ان تدمرت وتهجر اهلها لأكثر من عقد من الزمن.

ان الآوان للشعب السوري، ان يعيد ترتيب نفسه والتفكير لتحقيق مصيره بما يخدم منظومته الداخلية والخارجية، فالأطماع كثيرة والمخربين يتزايدون الا ان وحدة الشعب السوري هي الفيصل وصمام الأمان الذي تحتاجه المرحلة الحالية، لعودة سوريا الحضارة والتاريخ، والتألق الذي تتميز به في تنوع مواردها وكبر رقعتها، فبشعبها وأحرارها في توحيد الكلمة ووحدة الصف ذلك السبيل لعودتها وعودة كل شيءٍ جميل فيها، اذا ما توحد أهلها وكانوا في بوثقة الرجل الواحد، وتفويت الفرص على كل المخربين المتنوعين في اصنافهم وأحزابهم وأيديولوجياتهم، تبقى سوريا هي المصلحة المطلقة وما دونها العدم وهذا ما يجب ان يتبناه كل سوري يريد الاعمار واستعادة الدولة لمكانتها ودورها.

فكم هو جميل موقف الكويت في البقاء بجانب الشعوب المظلومة، وكم هي جميلة القيم والمبادئ التي تظل ثابته وان مرت السنين وعبرت، بحكمة قادتها ومسيرة دبلوماسيتها التي تخطت كل الحدود، وفاقت كل الاعتبارات، ولاقت كل الاستحسان من كافة دول العالم لما تتبناه من قضايا وقرارات ثابته تحقق للشعوب الرؤية المطلوبة المفعمة بالنماء والتطور والرفعة.

نسأل الله للشعب السوري الحر كل خير وان يوحد كلمتهم ويوفق حكمائهم لما فيه مصلحة سوريا ومصيرها الذي يجب ان يتحقق بعد طول انتظار ومعاناة وتشريد ودمار.