قبل أيام حازت المملكة العربية السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034 والمغرب بالمشاركة مع اسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030، في توافق تام بين اتحادات كرة القدم في ارجاء العالم، في قدرات وحيثيات الاستضافة لكل منهما، بعد تقديمهما لملفات تحتوي على تلك الملاعب العالمية والخدمات اللوجستية التي تخدم وتمكن من تبني حدث عالمي كبير مثل مونديال العالم، فلم تتوانى الاتحادات في مختلف الدول بالتصويت واختيار كل من المغرب والمملكة العربية السعودية كدول عربية تُضاف الى قطر التي تبنت مونديال 2022 والذي كان مميز بكل ما يحتويه من تنظيم وأحداث وسمات بالتأكيد ستكون حاضرة في الشقيقتين المغرب والسعودية في القادم من السنوات.
ان اختبار المغرب والسعودية لاستضافة هذا الحدث العالمي، لم يأتي من فراغ بل من عمل وخطط وجهد جهيد بذلته الجهات الرقابية والعملية الداخلية، في ابهار العالم بما ستقدمه من خدمات وملاعب وكل ما يخدم كرة القدم وجماهيرها العاشقة، في حدث عالمي يتكرر كل أربع سنوات، تجتمع به الشعوب، وتكتمل فيه أواصر الثقافة والمحبة والتي هي عصب الانسانية والتواصل، والتي تشكله كرة القدم فهي ليست مجرد لعبة، بل لوحة مجتمعية تجمع الانسان بأخيه الانسان حاملة معاها ثقافات وعادات متنوعة، تجعل الشعوب في التقاء هوياتها في التقارب، ومعرفة الآخر من خلال هذه اللعبة الأكثر شعبية في العالم أجمع.
ان استضافة كأس العالم هو تحدي أكبر لمنظومات الدول، وكيفية ادارتها لحدث عالمي كبير مثل كأس العالم الذي يسلط الانظار على الدولة المستضيفة في كافة الجوانب، من اقتصاد وتعامل وبنية تحتية، ومواصلات وطرق وكافة الخدمات المقدمة التي يجب ان تتكامل في ظل هذا الحدث العالمي، وما ان اجتمعت دول العالم في اختيار المغرب والسعودية الا بتكامل ملفاتها واستعدادها الأمثل لحدث يجمع كل محبي كرة القدم في العالم تحت لواء واحد، تجتمع فيه المنافسة، والروح الرياضية التي تجعل من الرياضة رسالة مفادها ان الشعوب ما وجدت الا لانخراط بعضها بعضاً في ثقافات متنوعة ووجهات مختلفة تميز البشرية بتلك الألوان التي تعطي اللوحة الانسانية والبشرية رونقاً جميلاً تتكامل اركانه بمحبة الانسان لاخيه الانسان ودعوته للتعاليم السمحة والأخلاق الحميدة والروح الرياضية الشريفة.
الاعداد الأمثل لاستضافة أحداث عالمية كبرى مثل المونديال العالمي، هو التحدي الأول لخوض غمار المنافسة بين كل المتقدمين، ونيل ثقة الجميع لا يأتي الا باقناع واستعداد مثالي قدمته المغرب والسعودية في استعدادات تنم عن الفكر الجاد والعمل الدؤوب لكل منهما، وهذا ما يجب ان تسلكه كل الدول التي تريد وضع خارطتها في وسط العالم في تلك الأحداث الكبرى التي تحلم كل الدول بتنظيمها واستضافتها، بالاعداد الجيد والتنظيم الأمثل والعمل المستمر المستمد من دعم القادة ومتخذي القرار.
ومن الكويت العزيزة، نشاطر أخوانا في المغرب والسعودية على هذا الشرف الكبير، متمنين لهم دوام التوفيق والى مزيد من التألق في المحافل الدولية والعالمية كدول عربية تزيد من الرصيد العربي في حضوره وسط عالم يشتعل نشاطاً وتطوراً ونفوذاً.