المراقب الوطني…لقاح الغش لضعاف النفوس

طلال سعود المخيزيم
‏ [email protected]

أتت مبادرة وزير التربية المهندس سيد جلال الطبطبائي بإلغاء المراقب المقيم واستحداث ما يسمى بالمراقب الوطني، وهو شخص حيادي يتم اختياره يومياً لأخذ جولات عشوائية للجان الاختبارات، ورفع تقارير مباشرة للوزير لبحث حالة التمرد والتسيب من بعض المدارس، ومعالجة آفة الغش بالرصد والترصد الا وهو القضاء على هذا الداء المتفشي خصوصاً في هذه الفترات، ليتساوى المجد مع الغير مجد وغياب مبادئ العدالة والانصاف التي تحتاج لمثل هذا الدور المستحدث من قبل وزير التربية مشكوراً.

ان غياب الرقابة وضياع الامانة، يخلق لنا نواتج مضرة للمجتمع، وشخوص لا تهتم لعمل وعدالة، بل للمصلحة والمنفعة وما بعدها الطوفان، لتأتي تلك الآليات في ضبط وربط المشاكل السنوية في هذه الفترات في مراقبة نزيهة ومباشرة تضع الحقوق في نصابها والعدالة في مكانها، لكثير من المدارس التي تعتمد على غياب الضمير وتفعيل النتائج المرتفعة على حساب العدالة وضمير التربوي الحي وقبلها الأخلاق التي يجب ان تبث للطالب من قبل كل من يصنف كتربوي داخل الميدان، وهب نفسه لهذه الافة تحت ذريعة (المساعدة) وهي بعيدة كل البعد عن هذا المسمى المتلون والخطير.

ان القضاء على هذه الآفة، وتطهير ميادين العلم والتربية منها هي أول خطوات النجاح وتكامل المجتمع، فالمجتمع السوي هو الذي تمثله تلك الشخوص المعتبرة والبعيدة عن كل خصال الحيلة والتحايل، فهي أول خطوات الإصلاح لمجتمع يتمنى فيه الانسان الكمال والرشد، وما يأتي هذا المطلب الا بتعاون الجميع وبث روح القانون واللوائح لردع كل من تسول له نفسه زراعة هذه الخصال وتبني تلك الأعمال.

المراقب الوطني لم يتم استحداثه من قبل الوزير، الا بعد ان بلغ السيل الزبى في السنوات الأخيرة، فمع تفعيل اللوائح وتشديدها الا ان هذه الآفة مستمرة من بعض ضعاف النفوس من ادارات مدرسية وهيئات تعليمية تحتاج للمتابعة اليومية، وهذا ما لمسناها بتفعيل دور المراقب الوطني الذي ينقل الصورة كما هي للمعنين لاتخاذ الاجراءات المناسبة في حال ثبوت المخالفات وتفشي الغش.

تلك المبادرات التي تخدم المنظومة وتضبطها، هي من صميم القيادي الناجح الباحث عن البيئة السليمة والفعالة التي تفرق بين المجد وعكسه، وتقرب الواقع أكثر نحو الحقيقة المغيبة، والارقام الغير منصفة بفعل تلك الآفات المنتشرة والتي يجب محاربتها من البيت أولاً ومن ثم الإعلام والمجتمع والمحيط المجاور.

نحو شعار عنوانه (مستقبلك بيدك) و( معاً لمحو الغش وأشكاله) يبقى الطالب وولي أمره في مرمى التطبيق والحرص على الجد والاجتهاد مهما كانت الظروف المحيطة من خلل وتجاوزات.