النوخذة Alnokhitha - مقالات - وقفة مع النفس

وقفة مع النفس وقفة مع النفس
التصنيف:
مقالات

وقفة مع النفس

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

مع كل صفحة جديدة، تُكتب تلك العناوين الرئيسية وتُدرس تلك الخطوط الماضية، من تجارب ومواقف واهتمامات وضعها الانسان كهدف، ومطلب ان يُحقق خلال فترةٍ ما، ويُعاد دراستها بسلبياتها وايجابياتها لاستكمال تحقيقها، أو استحداث ما هو جديد بعد اتمام تحقيقها وفق مدة زمنية جديدة يتخذها الانسان كوسيلة لتحقيق أجندته الحياتية، من تطلعات وآمال بمختلف اهتمامات الحياة، وبجميع تفاصيلها طالما هي في حدود الأهداف المُراد تحقيقها.

مع ذهاب وقدوم سنة جديدة، تتجدد تطلعات الانسان وآماله المختلفة، في كتابة سُطور جديدة هي الأمل والبقاء لمزيد من العمل، والاجتهاد للوصول إليها وتحقيقها، بالتمسك بذكر الله وتوفيقه الدائم، ومن ثم الجهود المبذولة وبذل الأسباب والعمل المستمر، فلا نتيجة تُنتظر من غير جد وعمل وممر، يحقق به الانسان كل ما يتمناه ويرجوه، محققاً تلك العناوين الرئيسية التي يجب أن تُحقق كأهداف رئيسية، وتلك الفرعية التي تأتي في ما بعد كأقل أهمية، ومع مرور السنة بعد السنة يصمم الانسان المجد المثابر على التفاءل والاستعانة بالله دائماً، للوصول الى جادة الانجاز والنجاح، فالوقت كالسيف ان لم يقطعه الانسان قام بقطعه وضياعه، وتلك دروب الانسان الحكيم في استغلال الأوقات خير استغلال، وبناء أواصر العمل وإكمال الطريق وان كان مبعثراً تشوبه العثرات والعراقيل في الماضي من السنوات.

تبقى الارادة والعزيمة هي مقومات كل العناوين والأهداف الجديدة، التي تُخط لصفحات بيضاء يريد فيها الانسان تدوين كل ماهو جديد ومفيد لخدمة حياته وتطلعاته، في سنة جديدة تبدأ عقاربها بالدوران للأمام وعدم النظر للخلف، والتفكير لمًا هو آت من محطات وتحديات تتطلب دراسة الكيفية في تخطيها وعبورها، لتحقيق مجمل ما يُخط من عناوين رئيسية ومهمة على جدول الانسان المثابر، وتمكين النفس من محاربة وساوسها المختلفة المحبطة والمدمرة للعزيمة، فكلما كان الانسان قوياً عازماً على خلق التغير، كانت النتائج ايجابية تنعكس بالمزيد من خلال ذلك النشاط وتلك الحيوية التي ستُدعم لكل قوة وثبات.

لا شك بأن محطات الفشل كثيرة، وهي تجارب لابد من الأخذ بها لتحسين ماهو قادم، من خلال دراسة السلبيات دراسة مستفيضة، لتفاديها واكمال تلك المسيرة الزاخرة بالنجاح والتألق على جميع المستويات ومختلف التطلعات.

تبقى السنين أرقام، ويبقى العمل هو كفيل الثبات والمترجم الوحيد لكافة نوايا وتطلعات الانسان، فخط ماهو جميل ومفيد، وأبتعد عن كل ماهو قبيح ومضر، ولنجعل حياتنا عامرة بالإيمان والتوكل، مفتقرة للسلبية والتواكل، عامرة بذكر الله وطاعته ومتخذه منه سبحانه الثقة والعمل الخالص لوجه عزوجل، مستلهمين كل ماهو جميل متناسين كل مافيه احباط وتشاؤم، فالمؤمن هو المتسم بالابتسامة والنشاط والحيوية المحققة لحياة ناجحة وسعيدة وسنة جميلة تتحقق بها كل خطوات وتطلعات الانسان المثابر المعطاء.