أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - الشباب … ونيران السياسة

الشباب … ونيران السياسة

الشباب … ونيران السياسة

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

يعتبر العنصر الشبابي وقود المجتمعات، والتطلعات المستقبلية من طاقات وامكانيات وفكر يضع الوطن والبلد في أمان مستقبلي، بأيديهم وتطلعاتهم المختلفة والتي تمثل منارة المستقبل التي تبنى عليها الأوطان، وتستثمر فيها تلك الأفكار الابداعية المختلفة، القادمة من فكر شبابي وحداثة تواكب تطلعات العصر وتغيراته، بما يتناسب مع متطلبات الأجيال وتطورها السريع، والملاحظ يومياً بمدى تسارعه الكبير، مما يضع عنصر الشباب أمام تحديات تستوجب لها الأوطان للبناء والمضي قدماً نحو الكمال والتقدم المنشود والمرتقب.

يجب توجيه الشباب للابداعات والطاقات، التي غالباً ما تُهدر وتذهب هباء منثور في كم التداخلات والخطوط الغير مفيدة تارة، وأصحاب السوء والنفوذ والسلطة في جانب آخر، مما يولد ضياعاً لكنوز هذه الأمة في ظلام وضياع لا يستمد منه الشاب الا الدمار والنهاية، بدلاً من البداية والبناء ليكون عنصراً فعالاً وثمرة يافعة تأتي طاقتها وحلاوتها في ما بعد، لمجتمعها ووطنها في نمائه وازدهاره، والتي لا يبنى الا بسواعد شبابه وتطلعاتهم المضيئة المشرفة من أفكار وطاقات مختلفة، فكثير ما نرى تلك الملامح تُطمس بما لايفيد ولا ينفع ومنها على الوجه الخصوص عالم السياسة وعناصرها من متضادات وتجاذبات، يكون الشاب فيها الضحية والحطب الذي يولد ناراً تحرقه وتذهب بمستقبله وازدهاره هباء منثور كأنه لم يكن شاباً ذي طاقة وعنفوان، حُرم منه مجتمعه ووطنه وأُستغل بما لا يتواكب مع تطلعات التقدم الا هو الشباب وما ادراك ما الشباب.

حادثة اعتقال سلمان الخالدي ليست ببعيدة، ذلك الشاب والذي ان رجعنا لمرحلته الثانوية والجامعية لرأينا تألقه وجوائزه العديدة، الا ان دخوله لعالم السياسة واحراقه لنفسه بالشتائم والتعرض للدول والحكام، وضع نفسه تحت طائلة القانون الذي لا يحمي المغفلين، فقد غُيب الشاب كلياً بخوضه في هذا العالم المدمر، بدلاً من استثماره لما هو مفيد وما تميز به في مراحله السابقة، لينهي مستقبله بيده وتعرضه لأجندات وسياسات تمكنت منه حتى تحول الى اداة تتعرض لولاة الأمر والدول مما وضعه في وضع النهاية مع كمية الأحكام المثبوته عليه.

ينبغي للشباب تقدير نعمة الأوطان، والتفكير بما يفيد الوطن والمجتمع، وعدم تغليب الشيطان ونهجه للنهج السوي المستقيم الداعي للبناء والتنمية، فكل شاب هو بحاجة لدعم وطنه كما هو العكس صحيح الوطن يحتاج شبابه للتمكن من المسير قدماً لجادة التطور والتنمية، فالوطن باقي ورواده زائلون وهذا ما ينبغي للشباب الاحساس به وأخذه على محمل الجد دائماً وفي كل الأحوال والمواضع.

ان دور المجتمع ودور الدولة مهم لارشاد الشباب للبرامج والخطوط المهمة، في استثمار طاقاتهم وتدارس امكانياتهم لكل ماهو متاح ويفيد ويعود عليه بالنفع والفائدة، وكل ما عدها فهو مضر للشاب ومدمر لامكانياته، التي يجب ان توضع في مكانها الصحيح لكي تكون المجتمعات ذات صدى مستقبلي آمن، فكم من المخترعين والاطباء والمهندسين والمتكلمين من فئة الشباب، هم سواعد الأوطان وسورها العظيم بفضل الله ومن ثم سواعدهم تبنى وتزدهر الأوطان، وبدونها ضبابية المستقبل حتمية لا محالة، فكن أخي الشاب وكذلك اختي الشابه وقوداً ايجابية للوطن والمجتمع وما عداهما النسيان والتفكير من جديد.

تعليقات
مشابهه لـ الشباب … ونيران السياسة