فبراير…والاشراقات الوطنية
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
تتجلى نعمة الأوطان بتلك القيمة التي لا تضاهيها قيمة، من عطايا وأمن وأمان ومأوى يعطي الانسان هوية وانتماء، وعمل وبقاء يستمد منه الطاقة وذلك الارتواء، الذي يولد به شعور المسؤولية والمحافظة على تلك العطية، التي وهبها الرحمٰن لعباده، للعبادة واعمار هذه الارض بما يرضيه، فالوطن هي النعمة الكبرى التي تجمع بالانسان كل مقومات الحياة ومختلف النعم التي سخرها الله برعايته ودرايته للانسان ليكمل المسير واستكماله نحو الكمال والمجد.
يعتبر شهر فبراير شهر للوطنية والانتماء، وبالأخص للشعب الكويتي الكريم، الذي تتجلى به مناسبتي التحرير واليوم الوطني في تجسيد وتثبيت معاني الوطنية الحقه، والتي لم تفرق بين أحد الا لغاية واحدة وهي الكويت، فهي البقاء وهي الوجود، والوطن الذي يجمع أبناءه تحت راية واحدة وهي الذود عنه والمحافظة عليه، فمع هاتين المناسبتين نستذكر فيهما قيمة الوطن وماهي معانيه الحقه التي يجب ان يستشعر بها الانسان على الدوام، وعدم نسيانها او التغافل عنها، فسلب الوطن واسترجاعه من بعد 6 شهور من الاعتداء هي مفارقات للاحساس ومعرفة قيمة فقد الوطن، وكيف يضيع الانسان بدونه فيجب المحافظة عليه بكل الجوانب صغيرة كانت أم كبيرة، سراً وعلناً، ليدوم هذا الوطن وتدوم خيراته بفضل الله عزوجل وتدبيره الحكيم، الذي حبّي به الكويت وأهلها بكل الأزمان والعقود، التي جعلت الكويت وما زالت منارة للخير أجمع، واحة للجميع بما تحمله من قيم وأُناس وقيادة حكيمة حرصت على ابراز هذا الدور على الدوام.
ان الوطن وان قصرنا في حقه، أفضاله كثيرة وعديدة لا تحصيها حروف ولا تغطيها سطور، الا بالفعل قبل القول بالذود عنه والحفاظ عليه، ووضعه أولاً وأخيراً أمام المصالح والمحسوبيات، فالوطن هو الأساس والمجتمع والمصلحة العامة هي الغاية في الحفاظ عليه وتجسيد ذلك، فمتى ما تولدت الوطنية الحقه في القلوب، كان الوطن في خير وأمان بتلك الضمائر الحية التي لم تغب ومازالت في هذا الوطن العزيز، متى ما كانت مخافة الله حاضرة ومعاني الوطنية ناصرة، تجسدت تلك القلوب بالمطلوب وكانت الغاية المراده هي الهدف الأشمل والأمثل المراد تحقيقه.
لتكن معاني الوطنية مستمرة انطلاقاً من التذكير بها في هذا الشهر الحامل في طياته العديد من الذكريات، الاستقلال والتحرير من براثن الاستعمار والاعداء على التوالي، فالكويت شامخة عزيزة بقادتها وأهلها الأحرار الأوفياء، الذين وضعوا الكويت عنواناً أولاً وأخيراً في قواميس أعمالهم ومتطلباتهم، من أعمال وأقوال وتفاصيل هذه الحياة في هذا الوطن العزيز، من أصغر عمل الى أكبره، فهي معاني في رسم لوحة الوطن والوفاء له، والذي ينبغي ان يكون عنواناً دائماً في كل المناسبات والمواقف والحقول على مختلف أشكالها وتعدد أصنافها.
ليكن الوطن هو شعاراً للفعل قبل القول، وليكن عزيزاً شامخاً بفضل أهله وناسه المخلصين، فاللهم أحفظ كويتنا والقيادة الرشيدة وشعبها الطيب الأصيل، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.