تهجير الفلسطينين…بين أحلام ترامب والحق الأصيل
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
بعد اعلان الهدنة وتبادل الأسرى، ورضوخ الكيان المحتل للشروط والخطوط التي توقف اطلاق النار، أتت مرحلة المساومات لتهجير الشعب الفلسطيني وبالأخص الغزاوي عن أرضه وممتلكاته، وتقاذف هذا الموضوع وتداوله وكأنه مسلمة من المسلمات التي يمكن للشعب الفلسطيني الرضوخ لها، فهي اعتداء صارخ على مبادئ العدل والأرض التي ستبقى للفلسطينين مهما طال الزمن أو قصر، فلا يمكن تهجير شعب عن أرضه، وسلبه حقه الأصيل في العيش والتمتع بخيرات بلده التي ترعرع بها.
لم تلقى هذه القضية قبولاً البته بين الأوساط العالمية، والشرق أوسطية وكذلك العربية والاسلامية، لما تمثله من تعدي صارخ وبيان فاضح لسوء ما وصلت إلية الاعتداءات الصهيوأمريكية من التنكيل وسلب الشعب الفلسطيني لأرضه وأرواحه، التي لاقت وعلى مدار العقود كل أنواع البطش والدمار وعدم النظر لكل المواثيق الدولية نظرة القانون والتسوية التي يجب أن يُنظر لها، فكانت المصالح هي المطلب الأوحد لهذه الدول الغير محايدة، فالسعي وراء مصالحها في المنطقة واستراتيجياتها هي الهدف الأسمى والأكمل لادارة أمورها، وما بعدها الطوفان لكيفية وأوضاع طرح القضايا المختلفة وبالأخص الفلسطينية التي يتخذ منها الكيان المحتل وأعوانه موضوع تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه وهذا ما لا يمكن تقبله بالمنطق قبل المبادئ باذنه تعالى.
نصرت المظلوم واعلاء كلمته، هي من مبادئ حق المسلم على أخيه المسلم، فمنذ بدء طوفان الأقصى لم يذق الشعب الفلسطيني طعم الراحة بشكل أشد وأدق، وهي مستمرة لعقود من الزمن الا ان هذا الطوفان وبمساعيه المحمودة لابد له من تركة وكانت كبيرة بفقد الأرواح والدمار الكبير الذي أصاب الأرواح والمباني والأبرياء، الا ان تعرية الكيان ووضوح فساده أصبح واضحاً ولكل من تعاون معه وأيده من الدول العالمية وهي معروفة، لتأتي هذه المسألة في تهجير شعباً عن أرضه محل التداول، والتصريح والذي لم يلقى الا الصد من قبل أصحاب الضمائر والمبادئ والعدالة الفطرية.
لا ينبغي للشعب الا العيش في أرضه، فكما عاد الشعب السوري لأرضه وانتصار ثورته على الظالمين والجبابرة، ولبنان في عودته لاستقراره واستكمال مشواره، فعلى فلسطين ان تكون لابناءها وتعمير أراضيها وان تعود للساحة من جديد، عاصمتها القدس الشرقية دولة مستقلة ذات سيادة وليس للكيان المغتصب له نصيباً منها، وهذا هو كلام الله في كتابه العزيز ووعوده عزوجل بزوال هذه الجرثومة عاجلاً أم آجلاً مما يطمن المسلم بأن فلسطين محفوظة بحفظ الله مهما تجبر وطغى عليها أصحاب القوة والنفوذ بالمنطقة، مما يتطلب سداً منيعاً وايماناً راسخاً بنصرة هذه القضية، قضية الأحرار والمبادئ والعدالة التي يغفل عنها أصحاب القرار والمصالح في العالم أجمع.
حفظ الله فلسطين وغزة وسائر مدنها، وحفظ الله الشعب الفلسطيني في أرضه وترابه فكل ما يدعوا الى تهجيره فهو رد، بالقانون والمنطق والرأي السديد.