رئيس تحرير "مباشر نيوز" يكتب: ترامب يريدها حرباً توراتية !!
بقلم نايف صالح المطوطح :
- على الأمة الإسلامية الوقوف خلف السعودية ومصر في الحرب المعلنة ضدهما
- علينا التخلى عن مرحلة التشرذم والتشظي ونستوعب الخطر المحدق
" القوة والطغيان يعطيان شرعية لمفاسدهما"
هكذا هي الولايات المتحدة الأميريكية في عهد رئيسها دونالد ترامب، فمنذ اليوم الأول لتسلمه مقاليد الحكم تناسى أن ثمة منظومة أممية تحكمها - إلى حد ما- قوانين دولية تسيٍر وتنظم العلاقات والخلافات بين الدول، واللافت أن القوانين الأممية هي اختراع أميركي من أجل هندسة الهيمنة على مصائر الشعوب والأمم ، ولعقود خلت كانت أميركا هي " شرطي" العالم ، إلا أن الطغيان والجبروت لم يقنعا الدولة العميقة في الولايات المتحدة من"الاكتفاء بالسيطرة التامة على المنظومة الأممية وأجنحتها إبتداءً من صندوق النقد الدولي ومحكمة العدل الدولية وانتهاءً بمنظمة الصحة العالمية .
واللافت أن أميركا ترامب، ترى أن كل المنظمات الدولية المذكورة آنفاً لم تعد تستوعب "طموح " الدولة العميقة التي تقف خلف الصلف الأميركي، وهذا يعني أن العالم أضحى مهدداً في وجوده !!.
وإلا ماذا يعني أن يعلن ترامب ،وفي غير مرة، عن عزمه ضم كندا إلى أميركا لتكون الولاية الـ 51؟! وهي دولة عضو في الأمم المتحدة ولها من العلاقات الدولية مايتعذر سرده هنا،كما أعلن عن ضرورة احتلال جزيرة جرينلاند التابعة للدانمارك، متجاهلاً منظومة القوانين الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول.
بل لم يعد يقتنع بالجغرافيا والتاريخ فقام بجرة قلم بإلغاء اسم خليج المكسيك من الخريطة الأميركية !! الكارثة الكبرى التي تهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هي مايحاك لسكان غزة، فهذا الرئيس يطمح إلى تهجير نحو مليوني إنسان عن وطنه؟!
وبكل صفاقة طالب المملكة العربية السعودية ومصر والأردن باستقبالهم!! ونرى- كما يرى كثيرون- أن مبرر مطالباته ترجع لسببين لاثالث لهما: إما أنهم يحضرون لمنظومة جديدة تحكم العالم وتكون خاضعة لمراكز القوى الخفية، وفي هذه الفرضية يكون ترامب في مواجهة دول العالم باختلاف انتماءاته.
والفرضية الثانية- وهي الأرجح- أن منطلقات مطالباته بتهجير الفلسطينيين عن وطنهم ترجع إلى معتقدات دينية ، وهو ما أعلنه صراحة سفيرهم في الكيان المحتل مايك هاكابي حين قال:" سنحقق شيئا ذا أبعاد توراتية في الشرق الأوسط ".
ولمن لايعرف الحرب التوراتية هي (من المنظور الصهيوني) حرب وقعت عام874 قبل الميلاد و أسفرت عن انتصار الإسرائيليين و قيام مملكة إسرائيل بغزو مدينة الجولان السورية.
كما أن الأساطير التوراتية تشرع لقادة إسرائيل إبادة الشعب الفلسطيني، وفي ذلك يقول الحاخام الصهيوني مانيس فريدمان:" أنني لا أؤمن بالأخلاقيات الغربية، إن الطريقة الوحيدة لخوض الحرب هي الطريقة اليهودية، دمروا أماكنهم المقدسة وأقتلوا رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم، مؤكداً إن تلك هي قيم التوراة". إن الساعة معبأة بما يكفيها من الأحداث الجسام، وعلينا كأمة - باختلاف عرقياتها ومذاهبها- أن نتخلى عن مرحلة التشظي والتشرذم الذي نتعرض له، ونقف خلف المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فالحرب معلنة عليهما ، وعلى الأمة الإسلامية أن تتناسى خلافاتها وتستوعب الخطر المحدق الذي يهدد وجودها :
إذا الحربُ حلّت ساحة القومِ أخرجت عيوب رجالٍ يعجبونك في الأمنِ