التربية الوطنية
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
تزامناً مع الأعياد والإحتفالات الوطنية، نأكد ونحرص على القيم والأخلاق والوفاء وكذلك الولاء لهذه الأرض الطيبة، من خلال التوعية والإرشاد وبيان مواقف وتاريخ رجالات الكويت بشتى الميادين والمحافل، سواء منذ التأسيس أو آبان الغزو الغاشم والذي وحد الصفوف وجعل اللحمة الوطنية في أبهى صورها، من خلال التعاضد والتماسك للذود عن وطن واحد من المخاطر والسوء، والذي يتجلى من القلوب الوطنية والمشاعر الصادقة التي يجب أن ترسخ وتبقى خصوصا في خضم الصراعات والأفكار الشاذة في الأونة الأخيرة، والتي أصبح الطريق لها سهلاً من خلال المواد المنشورة والوسائط والشبكة العنكبوتية التي تغسل ادمغة الشباب والنشئ بأفكار الخوارج وأفكار متطرفة تجعل من الوطن عدواً والبعد كل البعد عن تلك المفاهيم النقية الا وهي الحب والإخلاص والوفاء للوطن بكل حال من الأحوال.
لا يمكن تغيب الوطن وحبه عن الساحة التربوية، فحب الوطن واجب شرعي قبل ان يكون تقليدي، فهو مسلمة من مسلمات المواطن الصالح المحب لوطنه وأهله ودينه، مخلصاً بكل ما يحمل ويتداول في أعماله وقلبه، بعيداً عن الخيانة والطعن والسرقة من خيرات هذا الوطن، والمحافظة على المال العام وتغليب المصلحة الوطنية والعامة على المصالح الخاصة، تعتبر أسس وركائز لحب الوطن وعدم الأكتفاء بالدفاع عنه وقت الحروب فقط.
نأكد بأن هذه الأعياد لذكرى وصفحة لمراجعة النفس والتقصير في حق هذا الوطن، فلا هوية بلا وطن وانتماء، فالوطن هو الأم وهو الأب وهو البيت الحاوي والضام للإنسان، مهما أبتعد عنه لدراسة او مهمة وخلافه، ترى القلب يحن ويشتاق لأحضان الوطن الدافئة والحانية والتي لا تساويها أحضان على الإطلاق.
ومن وحي السنة وسيرة النبي صل الله عليه وسلم، كان فراق مكة صعب عليه والشوق والحب لا يطمسان في قلبه عليه الصلاة والسلام، لنستوحي منه حب الأرض والشوق والحنين الدائم لها، فلا يمكن للإنسان العيش مشرداً مهما كان، فالوطن هو الواحة الزكية التي يستمد منها الإنسان الظل والثمر، حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه، ونسأل الله عزوجل بأن يجعل كويتنا العزيزة واحة أمن وأمان وخير للجميع وسائر ديار المسلمين.