قراءة في مضامين الخطاب السامي
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
تتجلى العشر الأواخر من رمضان، بكلمات القادة الحكيمة التي تبث الراحة والطمأنينة في نفوس المواطنين، وان القائد في خضم المشاغل والارتباطات ليس ببعيد عن أحوال وأحداث البلد من مختلف القضايا سواء الإقليمية أو المحلية، فتكون تلك الكلمات من القلب الى القلب، كما تفضل سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في كلمته التي بعثت كل الأمل والوفاء لهذه الأرض وشعبها الطيب، فلم يتوانى الأب الحنون والقائد الحكيم عن ارسال تلك المؤشرات بأن الكويت في أمان، فليطمئن الجميع بعد عناية وتدبير رب العالمين عزوجل.
في ما يخص المسيرة الديموقراطية:
فقد تناول سموه مختلف الملفات وتنوعها، فقد شدد على ان تعطيل بعض مواد الدستور كان لعلاج مرض عضال أصاب الممارسة الديموقراطية فأهلكها، كما ان الكويت ستستعيد الممارسة الديموقراطية في ثوبها الجديد باذن الله تعالى، وان يعينا رب الأرباب عزوجل حتى يتم تسليم الكويت لأهلها الأصليين نظيفة خالية من الشوائب، كما أثلجت صدر سموه ردود أفعال أهل الكويت تجاه ما تم اتخاذه من قرارات إصلاحية، وتوجه بالشكر لكل من تفاعل وأبدى رأيه مما أكد الولاء والانتماء والحب للكويت وأهلها.
وفي ملف الجنسية:
فقد تناول سموه بأن دعاة الفتنة والفرقة يحاولون خلط الأوراق في ملف الجنسية، يروجون الإشاعات ويحرفون الأقوال لشق وحدة الصف والتشكيك في القرارات، وكما أكد سموه الحزم في كل ما يمس الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة في قضايا الجنسية، والتعامل في ملف الجنسية وفق القانون بعيداً عن المزايدات والضغوط السياسية، والتوازن بين تطبيق القانون ومراعاة الأبعاد الإنسانية والمعيشية، والمصارحة والمكاشفة ليعلم الجميع الحقيقة ويقطع الشك وسوء الظن، كما أكد سموه الابتعاد عن التجاذبات والاختلافات والاستماع للمنصات والحسابات الوهمية التي تزيد الفساد، وكما تناول سموه الاستشعار بنعمة الأمن والأمان وحرية الرأي والتعبير دون انتهاك نطاقها وتجاوز حدودها.
وفي ملف الهوية الوطنية:
فقد تناول سموه بأن الكويت هي الأمانة والبقاء والوجود، ولا وحدة وطنية من دون ترسيخ الهوية، وترسيخها في قمة الأولويات لأنها تشكل قوتنا، فالهوية هي السياج الذي يحمي الكويت والحصن الحصين لمجابهة الشدائد والتهديدات، فالتمسك بمكتسباتها الوطنية والنهج الديموقراطي ومرجعيتنا الدستورية، لنكن صفاً واحداً نحمي الكويت وأهلها متسلحين بالتعاضد والتعاون والتكاتف، مطبقين القانون بحزم في التصدي لكل محاولات شق الوحدة الوطنية.
وفي ملف الإصلاح والتنمية:
أكد سموه على ان ما دُمر كثير وما عُبث به خطير، وعلينا الصبر لتحقيق الإصلاح وتصحيح المسار والسير على نهج الإصلاح وتعزيز الاستقرار وإعلاء المصالح العليا للبلاد، ومكافحة الفساد والتصدي لكل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره، والمتابعة باهتمام شديد لأعمال أجهزة الدولة حيث نوجه ونراقب ونتابع ونحاسب، مع توجيه الحكومة إلى الاسراع في تنفيذ جميع مشاريع الدولة التنموية، وانجاز التشريعات والقوانين التي تحقق مصالح الوطن والمواطنين، ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بهدف تتحقق فيه الإنجازات والتطلعات، والنقلة النوعية لن تتوقف في جميع مسارات التنمية المستدامة، وعلى الحكومة تنفيذ ما يتضمنه خطابنا في القريب العاجل.
وفي الملف الاقتصادي:
تناول سموه ترشيد المصروفات العامة وخلق بيئة تقوم على تنوع مصادر الدخل، والتقليل من الاعتماد على النفط وإشراك القطاع الخاص المحلي والعالمي في مشاريع الدولة، كما بثه سموه رسالة اطمئنان بأن السلبيات مدبرة والانجازات مقبلة، وعلينا التمهل لنجني ثمارها قريباً، وثقة سموه كبيرة بقدرة الشعب الكويتي الأصيل على تجاوز التحديات فالتاريخ أثبت ذلك.
وعلى صعيد مواقف الكويت والوضع الإقليمي:
تناول سموه بأن الكويت ستبقى على نهجها الدبلوماسي ومواقفها الثابتة لإعلاء الحق والوقوف في وجه الظلم، وأن القضية الفلسطينية ستظل متصدرة قائمة أولويات سياستنا الخارجية وموقفنا ثابت بدعم الشعب الفلسطيني، ونحذر بأن الأخطار المحيطة بنا والحكمة تقتضي إدراك عظم المسؤولية والتمسك بالوحدة الوطنية، والعمل بروح المسؤولية للحفاظ على أمن الوطن واستقراره مبتعدين عن كل ما يضر مصالحة.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، وكلماتك يا صاحب السمو في قلب كل مواطن سمعاً وطاعة نسأل الله لك البطانة الصالحة الذي تدلك على الخير وتعينك عليه مع ولي عهدك الأمين الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وفقكما الله لما يحب ويرضى.