ديون الغارمين…وعطاء أهل الكويت
طلال سعود المخيزيم
[email protected]
في العام الثالث على التوالي، أطلقت، وزارة الشؤون الاجتماعية،الحملة الوطنية الثالثة لجمع التبرعات لصالح سداد ديون الغارمين من المواطنين، والتي سوف تستمر لمدة شهر التي بدأت في تاريخ 14-3-2025 من خلال رابط معتمد في موقعها الرسمي.
وتأتي الحملة تلبية لتوجهيات القيادة السياسية، واستمراراً لنهج الدولة في دعم المواطنين المتعثرين، حيث حرصت الوزارة على وضع آلية منظمة تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها الفعليين، من خلال ضوابط ومعايير واضحة تُطبَّق بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية والمبرات المعتمدة.
وستقوم الجمعيات الخيرية بجمع التبرعات عبر روابطها الخاصة، مع الالتزام بمعايير صارمة في تحديد المستفيدين لضمان العدالة في التوزيع، حيث يُشترط أن يكون المستفيد مواطناً كويتياً متعثراً في سداد التزامات مالية غير جنائية، مع تقديم ما يثبت عدم قدرته على السداد بوثائق رسمية، كما سيتم توجيه المساهمات مباشرة إلى الجهات المعنية لسداد المديونيات، سواء من خلال إدارة التنفيذ المدني بوزارة العدل لمن عليهم إجراءات تنفيذية مثل منع السفر وحجز المركبات والرواتب، أو عبر الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام الجنائية بوزارة الداخلية بالنسبة المواطنين الغارمين المودعين بالمؤسسات الاصلاحية، لضمان تنفيذ الإجراءات القانونية وفق أعلى درجات الشفافية.
وأكدت وزارة الشؤون أن الحملة لن تشمل الديون الناشئة عن معاملات غير شرعية أو محظورة، كما لن يتم سداد المديونيات المتعلقة بشركات الاتصالات أو الجهات التمويلية غير الرسمية (التمويل بالباطن)باعتبارها لا تندرج ضمن الأولويات الإنسانية، معلنة استبعاد المواطنين الذين سبق لهم الاستفادة من حملات الغارمين السابقة، بالتنسيق بين وزارة العدل والجمعيات المشاركة، لضمان توزيع المساعدات بعدالة.
من خلال توجيهات القيادة السياسية الحكيمة وروح الإنسانية المتجذرة في قلوب أبناء الكويت شكلت الدافع الأساسي وراء نجاح الحملة،
أكدت وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة أن الكويت اعتادت عبر تاريخها صناعة مواقف إنسانية خالدة تكتب بأحرف من ذهب، وأن عطاء أبنائها في الحملة الوطنية للغارمين صفحة مشرقة جديدة تضاف إلى سجل الوطن الحافل بالعطاء والتكافل، وأعربت الحويلة عن بالغ فخرها واعتزازها بمساهمات جميع المتبرعين من أفراد ومؤسسات وجمعيات خيرية في هذه الحملة الوطنية، لافتة إلى أن هذه الروح السامية تجسد أصالة المجتمع الكويتي الذي يستشعر مسؤولياته الإنسانية والوطنية تجاه أبنائه.
وأضافت أن الحملة الوطنية (رابطها https://gharmeen.myfatoorah.com) مستمرة حتى 14 أبريل المقبل لإتاحة المجال لكل من يرغب في المشاركة بهذا العمل الإنساني النبيل، داعية الجميع إلى اغتنام الفرصة والمساهمة في رسم البسمة وتفريج الكربات وتقديم الدعم للغارمين وإعادة الأمل والاستقرار إلى أسرهم.
وأكدت أن توجيهات القيادة السياسية الحكيمة وروح الإنسانية المتجذرة في قلوب أبناء الكويت شكلت الدافع الأساسي وراء نجاح هذه الحملة، مشيرة إلى أن كل مساهمة اليوم هي زرع لخير سيحصده المجتمع غدا ومستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».
وقالت «ستبقى هذه المبادرة الإنسانية التي احتضنها أهل الكويت دليلا ناصعا على سمو أخلاقهم ونبل مشاعرهم، وسيذكر التاريخ بأحرف من نور أن الكويت هي أرض الخير والعطاء وأن أبناءها لا يترددون في تقديم الغالي والنفيس لخدمة مجتمعهم ووطنهم».
فالكويت بلد العطاء والبذل الدائم، والخير والإحسان الممتد من أصل الشريعة السمحاء وحكمة قادتها وانسانية أهلها، أدام الله العطاء الدائم الممزوج بالرحمة والتكافل الاجتماعي وتقبل الله من الجميع.