أنت…كفو أنت…كفو
التصنيف:
مقالات

أنت…كفو

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

أكثر ما لفت نظري في برامج تلفزيون الكويت في رمضان المنصرم، برنامج يسلط الضوء على أصحاب المبادرات والقيم الانسانية، من تطوع وتبني تلك القضايا التي تهم المجتمع، بمختلف أشكالها من احتياجات خاصة وأصحاب الهمم ومن كرسوا حياتهم لرفع كاهل هذا المجتمع الذي تسوده وبلا شك تلك الفئات المحتاجة، والتي يجب ان تنخرط في المجتمع لما تحمله من قيم وامكانيات، المجتمع أولى بها بفضل هؤلاء المتطوعين الواهبين لأنفسهم للمجتمع من مختلف التخصصات، من أطباء وأخصائيي مجتمع ونفسين، وعسكرين ومعلمين ومختلف الوظائف التي لم تعرف الا شعاراً واحداً وهو خدمة المجتمع وتبني ما يعاني منه من قضايا وشؤون تحتاج الى اليقظة الانسانية ومبادرات تنم عن القيم والأخلاق الكريمة.

تناول البرنامج الذي يعد قصيراً في وقته، عميقاً في معناه، الكثير من الشخصيات التي وضعت بصمتها في المجتمع وكان لها الاثر الكبير، فكل يوم في رمضان نتعرف على شخصية جديدة ويتم التعريف بها من خلال مقابلة الاصدقاء والأهل المحيطين بها، في عرض وسرد ما يقوم به هذا الضيف من أعمال ومبادرات عرضت بشكل متكامل، ولاقت التكريم الذي يليق بمجهود وبذل تلك الشخصية من مبادرات وقيم وآثر تُرك لكل الأشخاص الذين كانوا حوله، وتبيان تلك المواقف والقيم التي تتطلب ان تظهر للجميع وان تحضى بما يليق من تكريم لم يعد بسيطاً، بأثره الكبير وموقعه الجليل من تحية الجميع وفقرات متعددة تجعل الضيف يحضى بذلك التكريم وذلك التقدير، الذي يدهشه وينال استحسانه مما يرسم البسمة والفرحة بكلمة (أنت كفو ) تأسس له أرضية ذلك التقدير وقيمة العطاء الكبير الذي بذله.

تلك الشخصيات وهؤلاء المبادرين والمبادرات، هم نواة هذا المجتمع، بإخلاصهم ووفاءهم وعطاءهم المتفاني والكبير، والذي له آثره مما يستوجب اظهاره وتسليط الضوء عليه، ليكونون قدوة لمن يشاهدون ويتعرفون على مسيرة عطاء هؤلاء الخيرين والخيرات ممن وضعوا نفسهم رهن هذا المجتمع الكبير، تطوعاً من غير مقابل فقط رؤية كل من ألمت به الحياة وعصفت به الظروف ان يكون في خير ومجتمع يسوده التواضع والانسجام، المنبثق من روح المجتمع والتكافل الاجتماعي.

برنامج (كفو) كان وسام استحقاق ورسالة شكر لكل نفس وضعت نفسها لمساعدة الآخرين وخدمة المجتمع، ووضع المصلحة العامة أمام كل شيء ورؤية الجميع مسروراً لا يحس بنقص أو تراجع مع اعاقته وصعوبة انخراطه في هذه الحياة، الا بدعم ومبادرة وتبني تلك الأنفس المعطاءة والشغوفة برؤية مجتمع سعيد متكامل لا تسوده الا الفرحة والبهجة والعطاء المستمر والدائم الذي يعطي كل أفراد المجتمع الطاقة الايجابية والمكملة لمسيرة هذه الحياة الكبيرة.

شكرا لكل من أشرف وبادر بفكرة هذا البرنامج، فهذا ما يجب ان يُسلط الضوء عليه فهو وقود المجتمعات و عنفوان التطلعات والانسانية الحقة.