خلاااااص !!! هذا لسان حال الكثير من الفنانين والجمهور من المسرح اللي درسوا وتربوا على الفن المسرحي وبدو يفقدون الثقة والشغف بسبب اللي قاعد يصير من (بعض) المسارح من استهتار واستسهال والتوجّه من تقديم عرض مسرحي ذو قيمة فنية إلى ( سلاق ) استعراضي هدفه يملي المنتج جيبه وتقليد غربي ( أحمق ) لبعض الحفلات الغربية !!
معقوله وصل فينا الحال إلى أن المسرح الكويتي يمشّيه لزمة بأغنية أو إثارة جدل أو حروب تنافسية .. مسرح الطفل والعائلة اللي تأسس من أفضل ما يكون مع السندباد البحري نهاية السبعينات وقدّمت بعدها الساحة أفضل الاعمال الخالدة اللي تربينا وتأسسنا عليها وإلى الآن راسخة بأذهاننا ولها تأثيرها والدليل هي هبّة الاعادات اللي اشتاق لها الجمهور .
معقوله #مسرح_الطفل بدا يفقد قيمته؟! هل صارت القيمة اليوم من قدّم أفضل أغنية أو أفضل رقصة؟! ما ننكر دور الاستعراض والاغاني في مسرح الطفل لكن صار خلط يا جماعة هذا مو استعراااااض هذا رقص كابريهات!!! واللي يقول ميوزكال شو روحوا شوفوا الميوزكال شو على أصوله ببريطانيا وامريكا وراح تشوفون إن الاغاني والاستعراضات مكملة ضمن أحداث القصة المسرحية واللي المفروض يكون فيها اركان القصة الحقيقية والبناء الدرامي المسرحي والصراع والحبكة وغيره بأسلوب غنائي واستعراضي مسرحي مو رقص ديسكوات ولوحات غنائية متتابعة يخرج فيها الفنان يقدم وصلته الغنائية وصف اغاني وبس ردح بدون وعي ودراسة!!
هناك بالغرب يفرقون بين الرقص والتعبير الحركي والأداء الجسدي والاستعراض لأن هذا بحد ذاته مدرسة تعبيرية في الأداء..لكن اللي قاعد يصير عندنا في بعض المسارح للأسف مهزلة فنية وعدم احترام لتاريخ المسرح وجمهوره..ما ننكر اليوم المسرح عندنا يلعب دور اساسي في تنمية السياحة والاقتصاد وعليه اقبال كبير ونجاح لأغلب العروض بس لأن ما عندنا غيره نودي عيالنا طبيعي يكون الاقبال عليه بقوة والله يزيدهم ويستمر مسرحنا إلى الامام وليس إلى الانحدار.
نسكت مرة ومرتين وثلاث ونقول زملاء وحبايب ما يصير نتكلم عنهم عشان لا يزعلون بس الوضع قاعد يزيد ويتدهور اخر جم سنة !! والجمهور قاعد ينجرف وينسحب معاه..تطوّر الوضع من مسرح الطفل إلى مسرح العائلة وهذا شي جميل حالياً الاسم الجديد تحوّل من مسرح العائلة إلى المسرح الاستعراضي..طيب والعائلة وين تروح اذا مافي فن يلامس توجهاتها وتوجهات عيالها..بالنهاية المسرح ثقافة بلد وله دور بتأسيس جيل بحكم دوره على التأثير .. لكن اذا استمر الوضع على هالحال جيلنا الياي بيصير أقصى طموحاته راقوص بتيك توك بدون أي وعي فني أو ثقافي طلع فيه من المسرح !!
وعلى موضوع التيك توكرز أنا أبداً مو ضد حبايبنا الموهوبين والمبدعين من التيكتوكرز خصوصاً اللي يطوّر نفسه بالورش .. بس البعض القليل يحاول يحط ثقافة التيك توك في المسرح وهذا الشي ما يمشي لأن كل مكان وله ناسه ومكانته وأهله .. والمسرح فيه شباب مبدعين وخريجين المعهد العالي للفنون المسرحية من أروع ما يكون من المواهب الصاعدة بس عيبهم ما يناقزون بالتيك توك ولا يطلعون لايفات .. وهذيل أحق بالمسرح من أي أحد ثاني مع كامل الاحترام لبعض اخواننا التيكتوكرز .
أنا آسف على هالكلام بس المسرح أكبر من بعض المقاطع اللي نشوفها وتحويل خشبة المسرح إلى بست يرقص فيه الجميع مع اضاءات مزعجة وصوت صخب وصراخ يخرج المتفرج بصداع نصفي .. وعشان يبرون الذمة يحطون اغنية سلو فيها جم كلمة حلوة عبالهم جذي حققوا معادلة الرسالة المسرحية .. يا جماعة ما عندنا مانع بالتوجّه الحديث بالعكس غنوا واستعرضوا صح بس خلونا نستمتع بقصة سليمة وعمق فني وشخصيات متنوعة ولها أبعادها وتصاعدها وتحولاتها وحواراتها .. لا تسترخصون قيمة القصة والنص في العمل المسرحي .. الابهار مطلوب بس بعد نحتاج الجمهور يطلع واعي بقضايا تربوية وانسانية واجتماعية ممكن تمسه وتأثر فيه مو برقصة كابريهات عيب جد عيب .. استسهال البعض واسترخاصه كرّهنا بأكثر شي نحبه وهو المسرح للأسف !!
الخلاصة خشبة المسرح أكبر من مجرد ناس يرقصون عليها .. والفنان أكبر من مجرد هز وسط ورقص اكتاف .. والجمهور أكبر من مجرد يدخل ويغني الاغنية اللي يحبها ويصور مع ممثله المفضل بسعر فلاني ويطلع .. والف أكبر من منصات التواصل واللايفات والتكبيس .. والمسرح أكبر من التشويه اللي صار من خلط في الفنون الغربية وغياب القيمة الفنية والحروب والشللية وقطع الأرزاق وتشويه السمعة وسرقة الأفكار والتعدّي على الحقوق الأدبية والفكرية .. الفن أكبر بكثير واحنا نكبر بالفن وبصوت مقهور أقول (( خلاااااص )) صرخة بحرقة تجاه استسهال دور المسرح واسترخاص الفن المسرحي وانقراض دور النص .. لكن مع هذا نرحب ببعض التجارب المسرحية الشبابية المميزة في مسرح الكبار والعائلة ونحيّي كل مبدع يخاف على تاريخ ديرته وأصالة فنه ودوره الواعي بالعمل إن كان كاتب او مخرج او ممثل او مصمم ديكور وملابس ومكياج .
العمل الفني لا يكتمل الا بتكامل تلك العناصر والابداع المسرحي لا يكتمل إلا بوعي الجمهور .. ووعي الجمهور لا يكتمل إلا برسالة حقيقية وفرجة ممتعة ومعادلة فنية صعبة يحققها العمل الفني الناضج .
كل التقدير والاعتزاز للصادقين في الوسط الفني .. لكن يظل كلام وغصّة بالقلب بخاطري أقولها من إبن مسرح غيور على مجاله .. تر والله المسرح جميل لا تهمشونه بالاستسهال وعطوه قيمته ولا تخلونا علج بحلج اللي يسوى واللي ما يسوى لأن انتوا أكبر من جذي والمسرح وتاريخه أكبر من جذي 🎭 والمشكلة الأكبر لما نشوف فنان أو اكاديمي له تاريخ ينجرف ورى هوس الترند أو الهبة وينسف تاريخه بالتواجد لا بالتأثير فهذي مصيبة .. هز الوسط والاكتاف ما يعطيك قيمة فنية عالية .. لايفات التيك توك مو بالضرورة تسوّيك فنان .. الفنان حس وايقاع ومشاعر وحالات واذا جينا عالرقص الكل يعرف يردح .
كنت أتمنى من الأحبة في الرقابة يكون لهم دور جاد في اتخاذ قرارات حازمة تجاه من يشوّه صورة بلدي باسم الفن المسرحي والسكوت عن هذا الوضع يسمح بالتمادي .. وبالرغم من معارضتي سابقاً للرقابة لكن مع التقدّم بالعمر اكتشفت يوم بعد يوم أهمية وجود الرقابة ومتابعتهم فهم الميزان اللي يوازن ويعدّل من انهيار بعض الأعمال الهزيلة والتي لا ترقى لأن تكون تحت مسمى (( مسرح )) فهذا المصطلح أرقى بكثير من الذي يحصل .
والكلام أيضاً للأحبة المسؤولين في المجلس الوطني الثقافة والفنون والآداب واللي نكن لهم كل التقدير والاحترام .. لكن ما يحصل من تخاذل بعض الأعمال وتشويه صورة المسرح الكويتي هو بذمتكم وسكوتكم هو الضوء الأخضر للتمادي في الانهيار الفني وكلنا أمل بتصحيح المسار فنحن اليوم نعيش في سنة تكون فيها #الكويت عاصمة للثقافة العربية والمسرح جزء من الثقافة لكن ما يحدث هو هدم للثقافة والفن في بلدي الكويت بلد الثقافة والفن !!