لم تكن ضرائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر مستغرباً على قراراته الارتجالية والغير مدروسة، فقد سنّ مؤخرا تلك الضرائب على معظم الدول وعلى رأسها الصين وروسيا، مما جعل الاقتصاد العالمي في أمواج متلاطمة في مختلف أوضاعه، بسبب هذه القرارات التي تجسدت في الوضع الجيوسياسي الذي بات واضحاً على الأسهم والذهب وكل ما يتعلق بالمال والاقتصاد العالمي، مما جعله يتريث قليلاً في تجميد هذا القرار واستمراره على الصين كعامود عالمي في مرصاد الاقتصاد الأمريكي، الذي يمني النفس بالرئيس الأمريكي بأن يأثر عليه، مما جعل الصين ترد القرار بمثله وفي نسبة تضاهي ما اقره الرئيس الأمريكي مما يجعل المشهد الاقتصادي ضبابياً وفي نفس الوقت غير واضح وبات ذلك واضحاً في أسعار الذهب والأسهم والبورصات العالمية بشكلها العام.
القرار الفردي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي، من فرض الضرائب على السلع في كل الدول، يجعل تلك الدول باتخاذها المثل كما فعلت معظمها، مما يجعل الاقتصاد العالمي في ترقب المشهد الذي بات ضبابياً، وكما زعم بأنه باقراره تلك القرارات في يوم يعتبره يوم (الاستقلال الامريكي) مبرراً بأن أوضاع غير سوية اضرت بالولايات المتحدة الامريكية على مدار 50 عاماً، أى منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضى، وهو تاريخ غريب، لأنه يتزامن مع قرارات اقتصادية مهمة للرئيس نيكسون فى أغسطس عام 1971م بإلغاء الاعتماد على احتياطى الذهب، والتخلى عن تثبيت سعر العملات، وجعل الدولار الأمريكى ضمنيًا العملة الرئيسية فى النظام التجارى الدولى، مع فرض 10٪ جمارك على الواردات الأمريكية من الخارج، لتمويل الميزانية بالاقتراض والضغط على البنك المركزى للاحتفاظ بالفوائد على مستويات منخفضة.
تلك القرارات المفاجئة والتي يرى بها الرئيس الأمريكي بأنها لصالح بلاده، ترى كل دول العالم بأنه ارتجالية وغير دقيقة اقتصادياً، بمعنى انها مضرة أكثر من نفعها الاقتصاد العالمي بشكله العام، مشكلة بذلك ارضية خصبة للحروب الاقتصادية بين الدول، غير مدركاً بأن ذلك الضرر مضر للجميع، فبتالي اشتعال المبارزة الاقتصادية والتي بلا شك محمله بتلك الأفعال المضرة لأسواق المال والذهب والنفط والاقتصاد بما يحمله من سمات وأواصر يرتقي بها أو يتأثر من خلالها.
كما ان على الدول توحيد المواقف والرؤى في تصديات تلك القرارات بأبسط السبل، وما يراعي اقتصاديات تلك الدول الضعيفة اقتصادياً في مواجهة كم وكيف تلك القرارات الغير مدروسة في مواجهتها وتبني أفضل الطرق في التعايش معها بما لا يضر من اقتصادها، في الوضع الراهن المتضارب والضبابي في ظل هذه القرارات الأمريكية أحادية الوجهة والتوجه.
ستأتي قرارات غريبة وفجائية في القادم من الأيام، وعلى الدول الاستعداد وأخذ الخطط الاساسية ومن ورائها البديلة في تعدي هذه المراحل العصيبة، فما يتم سنه الآن من خطط مختلفة هي طوق النجاة فيما بعد، والله هو المدبر المعين سبحانه وتعالى.