أخبار النوخذة - مقالات - سياسة الترشيد… منطلق وطني وشرعي

سياسة الترشيد… منطلق وطني وشرعي سياسة الترشيد… منطلق وطني وشرعي
التصنيف:
مقالات

سياسة الترشيد… منطلق وطني وشرعي

‎طلال سعود المخيزيم
[email protected]


في ظل دخول الصيف وزيادة الحرارة، وما يصاحبها من زيادة أحمال لا سيما الكهربائية، تبقى مهمة الترشيد فلسفة المواطن والمقيم في ترشيد الاستهلاك لما لا حاجة له، في أوقات الذروة وغيرها من الأوقات التي لا يستغل بها تلك الطاقات، من ماء وكهرباء وفضل من رب العالمين، بنعمه التي لا تحصى ومنها عصب الحياة التي لا تستقيم فيها الا وهي كهرباء وماء يُكمل بها الانسان يومه ويستكمل عمله وعطاءه.

ينبغي للجميع، بما فيها مؤسسات الدولة والمجمعات التجارية، توفير تلك الطاقات في أوقات الراحة والعطل، وتلك الاوقات الغير حيوية مما يساهم في توفير ذلك الكم الهائل من الطاقة المهدرة التي تعتبر مورد من موارد الدولة، ونعمة من نعم الباري عزوجل تستحق الشكر والمحافظة عليها، ومساعدة الحكومة في كيفية الاستغلال الصحيح لهذا المجال الذي يساهم به الانسان في الهدر والضياع، فلا ينبغي الا مد يد التعاون الدائم المتمثل في الادارة الصحيحة للمنظومات الخاصة والعامة، في كيفية ترشيد واستغلال الكهرباء والماء على حد سواء، فمن الواجب تكريس ذلك التعاون المبني على حب الوطن وسلامة اراضيه ومنفعه ساكنيه وحفظ المستقبل.

ومن منطلق الشريعة السمحاء فإن الاسراف منبوذ، والترشيد مرغوب، وتضيع النعم من غير استغلال وفائدة لا يرضي الله عزوجل في ما شرع، قال تعالى(ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً) صدق الله العظيم- فبهذه الآية الكريمة تأكيد على ان المسلم الحق لا يبذر ولا يسرف فيما لا يعود عليه بالنفع، والتقليل من الاستعمالات التي ليس لها مردود، والتقنين من تلك الاستخدامات التي لا يُستفاد منها فهي تعد تبذير واسراف لنعم سخرها الله بكرمه ومنه تستوجب الشكر والثناء والمحافظة عليها دائما بلا كلل ولا ملل، وقال تعالى في محكم كتابه كذلك:( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا )-صدق الله العظيم- مما يؤكد بان الترشيد فلسفة الانسان المسلم قبل ان تكون لمصلحة الدولة وتوفير كيان طاقاتها.

ان ما تقوم به الحكومة من حملات على مقرات التعدين، وكشف اوكارهم يعد أمراً محموداً لضرب كميات الطاقة المستنزفة لحاجة ومنافع شخصية مخالفة للقانون، مما يساهم في تقليل تلك الأحمال المرتفعة واستكمال الدوري الحكومي بالكشف عن متجاوزي القانون ومخالفيه بما يعود للدولة بالوفرة وسيادة لوائح القانون الضابط الميسر لهذا الملف الحيوي والهام خصوصا في هذه الفترة الصيفية.

على كل رب أُسرة ومسؤول ومدير، يمتلكون القرار ويشرفون على التنفيذ والبذل، ان يراعوا تلك النعم وتوجيهها التوجيه الصحيح لمكامن فائدتها من حيث الوقت والمكان، فما يُهدر اليوم هو فاتورة ستُدفع في الغد، فكن حريص ذي نظرة بعيدة لمصالح الدولة ومستقبلها بترشيدك واعلام من حولك بأهمية وكيفية استغلال طاقات الحياة وعصبها المتمثل في الكهرباء والماء.