لا خِلاف ولا جدال على إحتقار ونبذ الغش بكل أشكاله وصوره، وطرقه ومناهجه في شتى مجالات الحياة، إلتزاماً بمبادئ ديننا الحنيف وسماحته الكريمة، التي تدعوا بلا أدنى شك إلى البعد عن هذا الخلق المذموم والمتفشي مع الأسف في كل الوزارات والأماكن من قِبل ضعاف النفوس وكسالى القوم من هم يُريدون أسهل الطرق وكما يسمىٰ السهل الممتنع للصعود والنجاح.
نأتي إلى ميداننا التربوي وعناصره من طلبة وإختبارات ولجان وأوراق، فلا شك بأن الغش كل عام يظهر وفي أشكال وطرق متطورة جداً يصعب إصطيادها لحرفيتها ودقة ما وصلت له هذه الطرق مع الأسف من مروجي هذه الوسائل عبر وسائل التواصل الإجتماعي وكما نقول في لهجتنا العامية (عيني عينك) من غير لا حسيب ولا رقيب، مما يساهم في تكريس هذه الخصلة النتنة في نفوس الطلاب والطالبات إلى ما هو أبعد من إختبارات ولجان في الحياة الإجتماعية المستقبلية والسير في هذا النهج الخاطئ والذي يبعد كل البعد عن موازين العدالة بين الطلاب والأفراد في الإستحقاق وتحقيق الغايات والتطلعات.
هي عادة تتفشى كالنار في الهشيم وتتداولها المواقف والأجواء حتى أصبحت ملازمة ولا بديل عنها في النجاح وتحقيق الدرجات الطيبة التي هي من حق المجتهد المبذل للسبب وليس للغشاش المخادع، ناهيكم عن عدم الجدية في تطبيق القوانين وكذلك سنها في محاربة هذه الظواهر بشكل فعّال ومثمر تثني من ينويها قبل ان يقوم بها وكما نقول الضرب بيد من حديد لجعل من تسول إليه نفسه ان يتراجع ويُدرك بأن هذه الطرق للكسالى المهمشين على عكس المجتهدين المتفوقين ذات تحصيل علمي ودراسي ممتاز.
يجب على الأُسرة تنمية هذه الجوانب في زرع مبادئ ديننا الحنيف والبعد عن اصحاب السوء وخلق فلسفة مبنية على الإعتماد على النفس وتحصيل الثمار بمجهود وعرق جبين وسهر وليس براشيم ووسائل هي للفاشلين وان نجحوا بها فلن يروا بعد حين الضمير المرتاح الراضي بما جنته أنفسهم، ولو بعد حين عند ممارسة الحياة المستقبلية وفق نفس النمط والفلسفة المعتمدة على الغش والصعود فوق رِقاب الآخرين.
فقد تبرئ الرسول صَل الله عليه وسلم من الغشاش كما قال صلوات ربي وسلامه عليه(من غشنا فليس منا) فمن باب أولى ترك هذه العادة وزرع الخصّال الطيبة دائماً في نفوس الطلاب والطالبات وفق تربية صالحة تجنب المجتمع ويلات نتنه تفسد المجتمع على المدى البعيد، بالأخص في هذه الفترة التي يسودها حصاد السنة في المدارس ودخول معتركات الامتحانات والتركيز فيها والاعتماد على النفس.