أخبار النوخذة - مقالات - العمل الخيري .. راية الكويت العالية

العمل الخيري .. راية الكويت العالية العمل الخيري .. راية الكويت العالية
التصنيف:
مقالات

العمل الخيري .. راية الكويت العالية
طلال سعود المخيزيم

أرتبط العمل الخيري منذ الأزل بهذه الأرض الطيبة، لما جُبل عليه أهلها وأُناسها الطيبين من مد يد الخير لكل محتاج ومسكين، فلا تكاد ترى فزعة كفزعة أهل الكويت الذين سطروا وما يزالون يسطرون تاريخ ناصع للعمل الخيري بشتى أنواعه، للقاصي قبل الداني من غير تفرقة لجنسية أو دولة معينة، فهذا الطبع تطبع به وتميز فيه شعبنا الوفي وديرتنا الطيبة على مر العصور، كيف لا وقد قُلد أميرنا السابق رحمة الله عليه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، بأعلى وسام واستحقاق انساني في العالم، ولا يدل ذلك الا لقلوب رحيمة وأيادي بيضاء بكل الأحوال والظروف.

فلا تكاد جمعية خيرية، الا وايادها مرصعة بمعونات عينية ومالية وغيرها من المشاريع، للأسر المتعففة والناس المحتاجة، داخل وخارج الكويت، ولا سيما ذلك المشهد المتكرر في كل رمضان بتوزيع وجبات الإفطار وذلك التكافل الإجتماعي بين كل طبقات المجتمع، مما يدل على معادن أصيلة من أيادي أصيلة أسست وكونت هذه الروح الاجتماعية النابعة من مبدأ ديني وانساني كفله دينا الحنيف لتكامل المجتمع الأسلامي، وأضفاء روح المعنوية وترميم ما جلبته الحياة من ظروف، لإستكمال مسيرة البناء وتعمير المجتمعات بما يخدم هذه الأمة الإسلامية.

العمل الخيري في الكويت طابع وأرث، من الصغير قبل الكبير، في نجدة المستضعفين وكل من صفعته الحياة، بقوتها سالبة منه ما يستكمل به حياته اليومية، فتلك الأيادي البيضاء هي نبراس العمل الخيري والذي لا يختلف عليه أثنين بتاتاً.

العمل الخيري بعيد كل البعد عن السياسة وشيطنتها، فلا دخل به في أيدلوجيات ولا خطوط ولا أحزاب سياسية، أكثر من أنه عمل قلبي وإيثار وجداني وبذل للمال والقوت لكل انسان محتاج وعرقلته هذه الحياة لإستكمال حياته الطبيعية، فالعمل الخيري محفوظ ومصان من أي تيارات تحركه يميناً وشمالاً لجره للسياسة وما يجوب فيها، فالكويت محفوظة من الله عزوجل بخيراتها وأياديها البيضاء، أدام الله عليها الأمن والأمان ورزق أهلها من الثمرات كما يعطون من ثمراتهم لغيرهم في كل مكان.