كثيرة هي الاخبار المتداولة، وعديدة هي النقاط التي يتداولها الانسان في هذا العالم الرقمي الشاسع، من حسابات اخبارية ومعلوماتية وغيرها تضع المادة بين يديه، وفي كثير من الأحيان تكون غير دقيقة أو منقوصة مما يعرضها لنقل الصواب والواقع بصورة منقوصة، أو نسف كل الصواب واستبداله بالعكس بما يضر الوضع العام ويوتر الاجواء بما تزرعه وتصنعه تلك الاشاعات والمعلومات الغير عادلة.
ومابين هذا وذاك، يبقى الانسان بين نارين الحقيقة والسراب، وهنا يتحتم عليه تفعيل المنطق والمصدر قبل ان يتقبل تلك المعلومة وذلك الخبر، بفلترة ما يتلقاه ويتأكد منه، فعندما تقف الشائعة عند الانسان فهو مأجور لعدم انتشارها وزرع ذلك الخطأ في من يتلقى وهكذا في جميع أمور حياتنا القولية والفعلية وما يُنقل بهتاناً في كثير من الأحيان والظروف معرضة أصحابها للظلم والظلم ظلمات يوم القيامة ولن يشفع للمعتدي الا التوبة وارجاع الحق لاصحابه.
ان التأني في تلقي الخبر وكما نقول في العامية(السالفة ) هو من مسلمات الانسان المنصف المطبق لمبادئ الضمير والشخصية المتزنة، التي بدورها تُعطي كل ذي حقاً حقه، ولا تبخص حق الحقيقة التي يجب ان تظهر كما هي، لا زيادة ولا نقصان بما تحمله في طياتها من حيثيات وجوانب هي بوابة لكثير من الفتن والمظالم متى ما زيد او نقص محتواها عن الاصل، فكونوا أعزائي القراء أصحاب عدالة وعدم تداول ما يثير الفتنة وماهو غير حقيقي فقط للانتشار وبث (التريند) والانتشار المزعوم على حساب أنفس لا ناقة لها ولا جمل في معترك الاشاعات والمعلومات وكميتها الكبيرة المتداولة مما يؤدي الى زعزعة المصداقية وخلق مجتمع تسوده الاهتزازات والتفرقة وتفارقه جوانب الجماعة والقلب الواحد المتحد.
على الجميع تفعيل ميزان الحق وان يتذكر الانسان بأن الدنيا دوارة في الظلم وبخص حقوق الآخرين، ناهيكم عن السمعة والاثر الذي يمحى بمجرد حروف وكلمات وحوادث غير دقيقة لربما تمس عائلة وأفراد تؤثر عليهم في محيطهم الاجتماعي.
مابين الحقيقة والسراب، يبقي الانسان حكيم نفسه، في تناقل الجميل والصواب، والكف عن القبيح مما يسبب ظلم وفتن في المجتمع وفي الدول بشكلها المجمل والعام، جملنا الله بأحسن الأخلاق وثبتنا على القول الحق الثابت في الدُنيا والاخرة.