النوخذة Alnokhitha - مقالات - الهجرة النبوية…دروس وعبر

الهجرة النبوية…دروس وعبر الهجرة النبوية…دروس وعبر
التصنيف:
مقالات

الهجرة النبوية…دروس وعبر

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

ها هي السنة الهجرية الجديدة على الأبواب، وابتداء عام هجري جديد 1447، مسطراً قرابة العصر ونصف العصر على أجل وأعظم هجرة في تاريخ البشرية، التي أزدهرت بها العدالة والمقاييس، وتأسست بها الأخلاق وازدهار الميادين، بالرحمة والأخلاق والنهج النبوي الشريف، في رسالة خاتم الأديان وأجلهم الا وهو الإسلام، الذي أُسست قواعده بعد هذه الهجرة الشريفة للنبي صل الله عليه وسلم ورفيق دربه وصديقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، في تأسيس وبناء قواعد هذا الدين في طيبة القلوب المدينة المنورة.

في كل عام هجري نستذكر تلك الرحلة، والملحمة التي عانى منها الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل نصرة الدين وتثبيته، واتمام رسالته على أكمل وجه للأمة جمعاء، وهي تلك الرسالة الحقة التي أُرسلت للناس كافة دون تميز، وقد كان عليه الصلاة والسلام أميناً بها، منفذاً لها، مبلغاً الناس كافة في دعوتهم لعبادة الله الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن لهم كفواً أحد.

في تلك الهجرة المباركة، معطيات ودروس جمة، يستلهم بها المسلم الصبر والسلوان، والتصميم والبيان، والتمكين والعرفان، على كل ما تفرزه هذه الدنيا من محطات وعثرات، ينبغي تجاوزها بكل ما تتطلبه المرحلة من جهد وتصميم، للحفاظ على الامانة وتبليغها بكل ما تحتويه من تفاصيل وبيانات، وتلك هي نفس المؤمن السوي في الجد والاجتهاد لكل محطات الحياة صعبة كانت أم مستحيلة، فهي غير بعيدة بمعية واعانة رب العالمين عزوجل لتحقيقها وعلو شأنها.

فكم هي المضايقات والأضرار من كفار مكة، ومضايقاتهم له صلى الله عليه وسلم، وملاحقتهم له بغرض القتل، الا ان الله متم نوره برسوله ولو كره الكافرون، في تلك الهجرة المباركة التي رسمت للإسلام محيطاً وللرسالة مضامين وحروف، محفوظة ما دامت السمٰوات والأرض، في هذا الدين العظيم والرسالة السامية.

الهجرات متنوعة، فما أحوجنا اليوم لهجرات كثيرة من واقع غير سوي لواقع أفضل، نطمح به للوصول ولو بالقليل للجادة والصواب، من مداخيل غريبة وأفكار هدامة تستحق الهجرة منها، بكل ما يملكه الانسان من مقومات وعطايا، يسخرها في ذلك وهجر كل ما هو سلبي ويعيق التقدم والمضي قدماً، فالهجرة في مسماها العام تتنوع، فحبذا بهجرة من الصفات السيئة والسلوكيات المشينة، إلى سلوكيات تستقيم مع هدي رسولنا الكريم ومنهج اسلامنا الحكيم.

الهجرة الناجحة، قائمة على التغير للأفضل، وانتشال واقع الانسان المظلم إلى نور، يستضيء به جوانب الحياة المختلفة، وتجاربها الكثيرة التي تستحق دراسة وعناية وتمحيص لتوجيه تلك الهجرة كما ينبغي، في بناء وترميم الذات، وصناعة ما عفى عليه الدهر والأفكار الهدامة، التي تحاربها الهجرة لواقع أفضل.

فكم هي الدروس المستلهمة من هذه الهجرة، في مسماها ومضمونها، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم جعلنا الله هداة على نهجه ومنهجه دائماً وأبداً.