النوخذة Alnokhitha - مقالات - مابين الشهادة…والمستقبل

مابين الشهادة…والمستقبل مابين الشهادة…والمستقبل
التصنيف:
مقالات

مابين الشهادة…والمستقبل

طلال سعود المخيزيم
[email protected]

ها هي صفحة الثانوية العامة قد طويت، وأنجز أبناءنا وبناتنا المطلوب بعد توفيق الله عزوجل ورعايته، في انهاء اختبارات آخر مرحلة دراسية، فمن تفوق وحصد النسب العالية فهي من صميم جهده، ومن حصل ما دون ذلك فهي ترجع للأسباب، ولا يكلف الله نفساً الا وسعها، فالجميع بذل السبب وتلقى النتيجة، فهي مسلمة من المسلمات التي يجب الاقتناع والرضى بها، الا ان ما بعد هذه النتائج تقع الأهمية والمسؤولية في التخطيط واتخاذ القرار المناسب، لمستقبل مشرق مفحم بالعطاء والانجاز، واستكمال مسيرة العطاء بأفضل صورة تمكن الطالب والطالبة من تبوء المكانة المستحقة في هذا المجتمع الذي في أمس الحاجة لكوادره المعطاءه وأبناءه الأوفياء البرره.

دعوة لأولياء الأمور الكرام بحرية واختيار الأبناء والبنات تخصصاتهم التي يطمحون بها، واقتصار وجودهم بالتوجيه والارشاد وترك الاختيار من صميم اختياراتهم، لما يحبونه ويرون أنفسهم فيه، من مجالات وتخصصات المعارف والعلوم المختلفة، مما يضعون أنفسهم فيه بما يرونه مناسب لطموحاتهم وتطلعاتهم، التي بكل تأكيد يسودها الحماس النابع في خدمة هذا الوطن، كلاً في موضعه الذي يحبه ويرى نفسه فيه، فهذا هو الضمان الحقيقي في اختياراتهم ومسؤولية ذلك في رؤية أنفسهم فيما يطمحون ويتمنون، واقتصار دوركم في توجيه وارشاد للحصول على أفضل الاختيارات وأنسب التخصصات المرغوبة والابتعاد عن غير المرغوب الذي يتم الاعلان عنه في كل سنة.

الى كل من لم يحالفه الحظ في النجاح ودخوله في الدور الثاني وربما اعادة السنة، ثق تماماً بأنها ليست نهاية المطاف وتنتظرك الكثير من التغيرات والطموحات التي أنت باذن الله تستطيع تنفيذها، فما زالت الهمة والنشاط عنوانك، ولديك المزيد لتلحق بركب الناجحين، وعلى أولياء الأمور التحفيز وعدم التثبيط في رفع الهمم ونسيان ما مضى واعداد العدة من جديد لعبور تلك المراحل، فمن لم ينجح ليس بأقل من الناجحين، ولكنها الظروف وغيرها من التفريطات التي لم تكن في الحسبان، ويمكن تفاديها وعلاجها بالمثابرة والتصميم ودعم المحيط العام لذلك الطالب وتلك الطالبة، في النجاح واستكمال شهادة الثانوية العامة، ودخول معترك الحياة الاكاديمية بكل جد واجتهاد.

فما زال في المشهد بقية، وما زال للوقت عطية في استكمال ما لم يتم، واستكمال ما تم من نجاح وتوفيق لكل من اتخذ من الأسباب والبذل عطاءاً سيمكنه باذن الله من دخول ما يحبه ويبدع فيه، ويكون عنصراً فعالاً في مجتمع متعطش لكل ماهو جديد وحيوي من تخصصات مرغوبة نشد على الاطلاع بها ودخولها لمن يرى نفسه في مجالها وحدود طبيعتها وآليات عملها.

نسأل الله التوفيق والسداد لكل الخريجين والخريجات، ودوام التوفيق والنجاح لمن هم مؤهلين لدخول الادوار الثانية، والتسهيل لكل من سيعيد الثانوية في السنة القادمة، فالحياة تجارب والمجد من تعلم من تجاربه واتخذ الطريق من جديد بكل تمكن وتوفيق، وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى خدمةً للكويت التي تستحق منا الكثير.