هيكل التربية …ونظرة واقعية بقلم أ.طلال سعود المخيزيم [email protected]
لا يخفىٰ على أحد أهمية الهياكل التنظيمية في مختلف الوزارات والقطاعات، لما له من سمات توضح وترتب التسلسل الوظيفي والمهني، ومن هو مسؤول عن من يليه وهكذا، في ترتيب ينسق الأدوار والوظائف المتجذرة من ادارات وقطاعات تشكل عصب المؤسسة والوزارة التي تعمل للإنتاجية والصلابة، وهذه هي الغاية من هذه الهياكل التنظيمية التي باتت ضرورة لتجسيد أعمال المنظومات في أبهى صورة، تتكامل بها الجهود للأهداف المشتركة والغايات المنشودة لرُقي العمل الوزاري والمؤسسي لأي قطاع كان.
أقرت وزارة التربية ذلك الهيكل التنظيمي، في سابقة كانت منتظرة لعقود من الزمن، ليأتي الآوان في اقراره لما يحمل في طياته من تنظيم لطالما عانت منه الوزارة من تداخل الاختصاصات ودخول المهام على بعضها البعض، فالوزير حازم في قراراته العديدة التي اتخذها منذ ان عين وزيراً للتربية، والهيكل التنظيمي يعد من أهمها لما يشكل من ترتيب تنظيمي للادارات والمسميات التي يجب ان يكون عملها تحت نطاق تخصصها، لرفع الانتاجية والنتائج المرجوة التي تمكن الوزارة من تحقيق اهدافها التعليمية والتربوية التي لا تأتي الا بتظافر الجهود مجتمعة والتي يحكمها التنسيق والهيكل الذي تتشعب منه كافة القطاعات ومنها العمل المحدد لكل ادارة ومسمى على حده.
الا ان الملفت للنظر غياب أهم عنصر من عناصر التربية والتعليم، متمثلاً في توجيه المكتبات والتقنيات التربوية الذي يعد الذراع الايمن في العملية التعليمية والتربوية، لما يقدمه من اسهامات وسبل في تطوير وتمكين التعليم على ما يجب ان يكون في صورته المعهودة، من أساليب وطرق تدريس ومصادر معلومات متمثلة في المكتبة المدرسية وما تمثله من حجر أساس لكل مدرسة ومنظومة تعليمية، فغياب هذا المضمون المتمثل في توجيه المكتبات والتقنيات التربوية وعدم وجود مسمى واضح له، يعد سؤالاً مباشراً للمعنين والمشرفين لهذا الهيكل، وايجاد ذلك المكان الذي يليق بهذا المجال الأساسي والمحوري من توجيه ومسمى يخلق للعاملين به بيئة سليمة وواضحة للعمل ومد يد التطوير وتمكين الامكانيات وما تحتاجة العملية التربوية من مهام ومسلمات هي من صميم هذا التوجيه الذي يشرف ويتابع هذه العملية من خلال مصادر التعلم والتعليم اضافة الى طرق التدريس الاساسية والمصاحبة المتمثل في ادارة التقنيات التربوية.
رسالة لمعالي الوزير سيد جلال الطبطبائي النشط والحيوي، لا يمكن ان لا يحتوي الهيكل على هذا القطاع المهم والأساسي، فأخوانك موجهي وموجهات المكتبات والتقنيات التربوية ينتظرون منكم تلك الدراسة واعادة التقييم لمضامين الهيكل، واعادة هذا الركن الاساسي واعلاء مكانته بالمسمى الواضح وعدم غيابه لما يمثله من وجود مهم ودور محوري يتطلب وجوده في الهيكل المقر حديثاً لوزارة التربية، فلا تتكامل المنظومات ولا تتسامى المؤسسات الا بتواجد كل أعضاء السفينة، لتبحر وتصل الى ميناء الانجاز وتحقيق الاهداف المنشودة بكل جدارة واستحقاق.