لا يمكن للإنسان العيش بدون وطن، ولا يمكنه أن يعيش بدون إنتماء، فالوطن كالأم حضنها دافئ وقلبها حنون على أبنائها وبناتها، يسيئون فتعفوا، يتطاولون فتبتسم، في طياتها الكثير من الألم والحسرة تارة، وتارة الفرحة والإبتسامة بوجود المخلصين والأوفياء. هذه هي الكويت، كويت العز والعطاء، كويت الصمود والشموخ، مستذكرين في هذه الأيام تواريخ محورية واستراتيجية في تاريخ أُمنا الكويت، متذكرين عطائها علينا وحلمها إلينا، واقفين وقفة رجل واحد إتجاه هذا الوطن العزيز المعطاء الذي لم يبخل علينا من خيراته وأمنه وأمانه، ففي هذه الأيام نستذكر تلك الجريمة النكراء والتي اثبتت فيها المحن شدة وتماسك أهل الكويت الأوفياء.
إن في هذه الأيام وفي ظل تلك الذكرى الأليمة في الغزو البربري الغاشم، دروس وعبر يُستفاد منها للجيل الحالي من صمود وصعوبة المحن، وقسوة التجارب والأحداث التي توحد الصفوف وتجعل مصلحة الوطن واحدة، ناهيكم عن الأحداث التي تحفر في نفوسنا ونفوس هذا الجيل الوطنية والولاء والحب والوفاء، مستذكرين شهدائنا الأبرار وما بذلوه في تقديم أنفسهم فداء للوطن ورفعة شأنه ومكانته والذود عنه.
فما أحوجنا وخصوصا في هذه الفترة الحساسة من الظروف الأقليمية الملتهبة من تعزيز مفهوم المواطنة والحب لهذه الأرض الطيبة من خلال استذكار تلك التضحيات والبطولات التي لن تُمحى من الذاكرة وتبقى دروساً يتعلم منها الجيل الحالي والذي يليه معاني الفداء وحب هذه الأرض المتجذر والنابع من قلوب وفيه مخلصة.
ختاماً أسأل الله العلي العظيم بأن يحفظ هذا الوطن من كل سوء ويحفظ أهله وكل المقيمين عليه وأن يجعله سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين ودمتي لنا يا كويت ودمنا لكِ أبد الدهر .
