النوخذة Alnokhitha - مقالات - ومضات…في يوم المعلم العالمي

ومضات…في يوم المعلم العالمي ومضات…في يوم المعلم العالمي
التصنيف:
مقالات

ومضات…في يوم المعلم العالمي
أ.طلال سعود المخيزيم
[email protected]

يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، يوم المعلم العالمي الذي يُذكر الجميع بما يمثله المعلم من مكانة ورفعة، غابت لدى الكثير قيمته ومدى عمق رسالته التي يحملها، وجهوده العظيمة التي يبتغي بها وجه الله أولاً، في زرع تلك القيم والعلوم المختلفة، والتي تتمحور قبلها تلك القدوة التي لا يوجد انسان لا يستذكر معلماً ما، كان له تأثير مباشر في تحويل مسار حياته في تلك الأيام، إلى ان بات عنصراً في المجتمع بفضل ذلك المعلم الذي أسسه ورسم له معالم الحياة بمختلف نطاقاتها.

يأتي هذا اليوم المميز ليستذكر الجميع، ذلك المعلم المسلوب من الامتيازات والتميز، الذي يحضى بها في المجتمعات الغربية والأقليمية، وتلك المكانة الكبيرة التي يقدر بها الجميع تلك الشخصية المعطاءة، فلا مجتمع ولا أمة قائمة بسواعد أبناءها، من غير معلم ملهم ومربي فاضل يرسم أبجديات التعليم والتربية في شخصيات هذا المجتمع الكبير، المتنوع بأيدولوجياته وفلسفاته، وبيئاته وأفكاره التي تنصهر أمام ذلك المعلم في ايصال مفاهيم عده أهمها القدوة الحسنة والأخلاق الكريمة، والتلامس الأبوي والأخوي الذي يخضع له الطالب والمتعلم في تغير مسار حياته للأفضل، فمتى ما كان المعلم مخلص النيه مبتغي بهذا العمل العظيم مرضاة الله عزوجل، وما عنده من أجر وثواب، كانت تلك الرسالة عظيمة في معناها ومضمونها، فهذا هو المعلم الذي يجب أن يستذكره الجميع بكل ما تمثله هذه المهنة الشريفة من جوانب، مهنة وإلهام الأنبياء والمرسلين، ومسرى المربين والتربوين الذين يصنعون الفارق في المجتمعات بكل ما يقومون به من أعمال ومبادرات لا تحصيها حروف ولا تغطيها كلمات.

ان من واجب الجميع تقدير ذلك المعلم، فكيف لا وهو من سطر به الشاعر الفذ أحمد شوقي (كاد المعلم ان يكون رسولا)، فهذه المنزلة هي منزلة المعلم المخلص المطبق لهذه المهنة كرسالة وليس عمل، يبتغي بها هندسة العقول للأبناء والمتعلمين وزرع ذلك الزرع اليافع المثمر، وتغير قواعد الانحلال والتصارع الأخلاقي الطاغي في هذه الأيام، فدوره كبير وعطاءه مستطير، بمعية وتعاون الأُسر في مد يد التعاون وتقدير جميع الجهود التي يتخذها المعلم كرسالة وبناء للمتعلم والطالب على مدار سنوات في كافة المراحل التعليمية.

ينبغي للجميع، في هذا اليوم مراجعة مدى وعمق هذه المهنة العظيمة، ومراجعة كل معلم لنفسه بأن يكون معلماً بمعناه الحقيقي، راسماً للقدوة مسار ومسلك، تاركاً كل ماهو يحط من قيمة المعلم وهيبته، متخذاً كل ما يتحلى به المربي الفاضل والتربوي الناصح الذي هو علامة من علامات أي مجتمع يريد النجاح والتقدم والازدهار والرفعة.

تحية لجميع المعلمين والمعلمات ،أثابهم الله وجزاهم عنا جميعاً خير الجزاء وعظيم الثواب.