كثيرة هي معاني السلام في تصنيفات وتقسيمات الغرب، فهي غير محددة وواضحة لمفهوم ومعنى السلام الحقيقي، فهي مبنية على اعتبارات سياسية وأيدولوجية بعيدة عن مفهوم السلام في معناه واصطلاحه، وغياب تلك المعاني الجميلة التي تحملها هذه الكلمة، من صفاء وتناغم ووحدة تتمثل في معناها الحقيقي والمعتبر، الذي يغيب لاعتبارات أُخرى من مصالح مشتركة تضع مصطلح السلام حسب الأهواء والأوضاع المحيطة، التي تخدم داعميها ومؤيديها ولا ترتقي للمفهوم الكامل المتكامل لهذه الكلمة التي تحمل في طياتها الكثير.
يتمثل السلام في غياب الدمار والحروب حول العالم، واعتداء كيانات وعصابات على أراضي الآخرين مبتعدين عن معاني السلام الحقيقية، والتي تضع كل الاعتبارات في مكانها الصحيح متى ما بعدت المصالح والاعتبارات الأقليمية في قياس وتطبيق هذه الكلمة السامية والمتكاملة، لمعناها وفحواها الغائب عن الحقيقة والقريب من المصالح والنفوذ التي تصب في مصالح فئة من الأفراد ويخدم بعض الدول الطامحة لمصالحها في المنطقة.
السلام الحقيقي هو انتفاء واختفاء الظلم والاعتداء، ومحو كافة أشكال التعصب والتمسك بأواصر العرق والمصالح، والبعد كل البعد عن أنواع الظلم والاعتداء المختلفة، متى ما تمت تلك الاعتبارات كان للسلام اعتباراً وكياناً يمكن لمتخذيه الاعتزاز وتبادل الجوائز والاعتبارات المختلفة المتعلقة بهذا المفهوم الشامل والواسع في معانيه الجميلة وتطلعاته المشرقة.
في ظل وجود كل أنواع الاعتداءات وطمس هويات الشعوب وسلب الأراضي، لا يمكن للسلام بأن يقوم ويكون له كيان، يتباهى به العالم وتُنسب للشخوص تلك التطلعات المشرقة التي تعبر عن رؤية واضحة خالية من كل أشكال التحزبات والمصالح والمحسوبيات، القريبة والممثلة لشعوب العالم الحرة الطامحة لسلام عالمي دائم بعيد عن كل أنواع الحروب والاعتداءات، القريب من حفظ الحقوق واشتمالها لكافة الأساسيات التي تقوم بها العدالة وترتقي بها مبادئ الإنسانية الممتدة من المفهوم الواسع لكلمة السلام التي يتطلع لها البعض من منظوره الخاص الضيق.
متى ما كان العالم بعيد كل البعد عن الظلم والاعتداء وسلب أراضي الغير، وطمس هويات الشعوب ذات التاريخ والأصل المبين، متى ما كان للسلام معنى ووزن يضع متخذيها في خانة الجوائز ويحضى متبنيها للتكريم والإشادة لما تتخلله تلك الخطوات من سلام حقيقي وعادل يحقق للعالم تطلعاته.
