أخبار النوخذة
دليل الكويت أخبار السوق

أخبار النوخذة - مقالات - إقبال الأحمد: بانتظار حكم القاضي

إقبال الأحمد: بانتظار حكم القاضي

إقبال الأحمد: بانتظار حكم القاضي

ذكرني المشهد السياسي والبرلماني الحالي الذي نعيشه في الكويت، وحالة التأزيم والشد والجذب والقيل والقال.. بالقصة المشهورة التي كانت تدرس لنا ونحن صغار، والتي تحكي خلاف امرأتين على امومة طفل.. الام الحقيقية واخرى مزيفة، كل منهما تدعي ان الطفل الذي بين ايديهما هو ابنها، ولا بد ان يعود لحضنها لترعاه وتحنو عليه وانها هي اكثر من يخاف عليه.
طال النقاش واحتد داخل قاعة المحكمة، وعلا الصراخ والعويل امام القاضي الذي كان يراقب المشهد من بعيد، حيث تحدثت كل منهما بكل ما اوتيت من قوة، تحاول اقناع القاضي والحضور بان الطفل طفلها وهي الام الحقيقية ‏التي تخاف بشدة عليه.

وأخذت كل واحدة من هاتين المرأتين ‏بشد الطفل تجاهها، محاولة استجداء عطف القاضي والحضور واقناعهم بانها أم الطفل والأحق والاعطف عليه والاكثر حبا له، لعله يحكم بأمومتها واحقيتها بعودة طفلها الى حضنها.

حينها ‏بعد تأمل طويل وتفكير عميق اصدر القاضي الحكيم حكما ذكيا يفضح القلب المزور ويعلن من هو قلب الام الحقيقي.

حكم القاضي بقطع الطفل إلى جزأين، كل واحدة من هاتين السيدتين تأخذ جزءا لها بشكل عادل.. إحداهما تأخذ النصف العلوي، والاخرى النصف السفلي، وتنتهي القضية بالعدل وينتهي الخلاف.

سعدت احداهما وانفرجت اساريرها، بينما صرخت الاخرى صرخة مدوية راجية ومستجدية القاضي ايقاف الحكم فورا، وقبولها بان تأخذ المرأة الاخرى الطفل كاملا شرط الا يُمس الطفل حتى بخدش بسيط.

حينها عرف الحكم من هي الام الحقيقية، لينتهي النزاع والخلاف بين طرفين يدعي كل منهما انه صاحب الحق وانه المسؤول الحقيقي، والآخر ما هو ‏الا مُدّع وصاحب مصلحة ولا يرمي سوى الاستيلاء والتحكم في الموضوع المتنازع عليه.

هذا هو حالنا بالكويت اليوم.. وبانتظار حكم القاضي الحكيم.. الذي سيحكم لمصلحة الوطن ويقيه من ‏تداعيات هذا التنازع والخلاف المستمر والشائك والمتصاعد بين طرفين، كل منهما يدعي انه يعمل لمصلحة وطنه لانه يحبه ويخاف عليه.

إقبال الأحمد
[email protected]

تعليقات
مشابهه لـ إقبال الأحمد: بانتظار حكم القاضي